أكدت مصادر صحافية في طهران ل "الحياة" ان الإدارة الأميركية رتبت لقاء مباشراً بين وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت وبين الصحف الايرانية سيعقد في الخامس عشر من هذا الشهر. وقالت هذه المصادر ان صحيفتين ايرانيتين، هما "همشهري" المواطن التابعة لبلدية طهران و"جامعه" المجتمع المستقلة تقدمتا بطلب لاجراء مقابلة مع الرئيس بيل كلينتون قبل مدة لكن طلبهما رفض قبل أيام، وقرر البيت الأبيض أن يعقد جلسة مع "كل الصحف التي ترغب في الحديث مع مسؤولين في الحكومة الأميركية". وأبلغت صحف في طهران أمس بأنها تستطيع أن تتحدث الى أولبرايت. وتعتبر هذه سابقة في تاريخ العلاقة بين أميركا وايران بعد الثورة، وتشير الى التطبيع الإعلامي بين البلدين. كما أنها تتزامن مع اعلان واشنطن تنديدها بالعملية "الارهابية" لمجاهدي خلق في طهران. وأكدت هذه المصادر ان صحفاً محسوبة على اليمين المحافظ قبلت المشاركة في هذا اللقاء مع أولبرايت. وفي طهران انحسرت أمس الاجراءات الأمنية التي رحبت بموقف الادارة الاميركية التي نددت بانفجار قنبلة في محكمة الثورة، واعتبرت الموقف الأميركي "خطوة ايجابية"، مشددة على أنها قادرة على "دفع شر" المعارضة المسلحة. وجاء هذا الموقف على لسان الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، فيما تأكد ان قذائف "هاون" طاولت المركز الاداري التابع للصناعة الحربية لپ"الحرس الثوري" في طهران، خلال حملة التفجيرات. ودعت ايرانالولاياتالمتحدة والدول الأوروبية الى عدم جعل أراضيها ملاذاً لپ"الارهابيين" والسماح لهم بالتحرك و"التآمر" على نظام الجمهورية الاسلامية. كما انتقدت "لامبالاة" الاتحاد الأوروبي حيال التفجيرات في طهران، بينما بعث الرئيس محمد خاتمي ببرقية الى نظيره الالماني تضمنت تعزية بضحايا حادث القطار. وكان انفجار هز مبنى محكمة الثورة في طهران الثلثاء الماضي، وأسفر عن قتلى وجرحى. وقالت مصادر "مطلعة" ان التحقيقات اثبتت ان عبوة وضعت داخل حقيبة "سامسونايت" في مرحاض للنساء، واكتشفتها احدى العاملات واستدعت شرطياً. وبدل ان يستدعي خبراء متفجرات فتح الحقيبة مما أدى الى انفجارها. وأكدت المصادر ان الانفجار كان ضخماً ألحق أضراراً فادحة بالطابق الأرضي من مبنى المحكمة وسقط اكثر من عشرين بين قتيل وجريح. وتأكد ان المركز الاداري التابع للصناعة الحربية لپ"الحرس الثوري" تعرض لضربات مصدرها مدفع هاون من عيار 60 ملليمتراً كان محمولاً في سيارة عادية. وذكرت المصادر ان متفجرات فككت في ثلاثة مواقع على الأقل الأربعاء الماضي. واعترفت السلطات الايرانية بأن العمليات "الارهابية" من تدبير "المنافقين" وتنفيذهم في اشارة الى منظمة "مجاهدين خلق" التي تقيم قواعد عسكرية في العراق. ويعتقد ان الاجهزة الأمنية الايرانية رصدت قبل فترة تسلل خمسين من عناصر المنظمة الى ايران عبر الحدود مع العراق، ورجحت هذه الاجهزة ان يحاول هؤلاء تنفيذ عمليات بحلول نهاية الشهر في ذكرى معارك اندلعت بداية الثورة بين قوى النظام و"مجاهدين خلق". وأمس انتقد الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية الدكتور محمود محمدي "لامبالاة" الاتحاد الأوروبي حيال "العملية الارهابية الأخيرة" والسماح لمنظمة "مجاهدين خلق" بمتابعة نشاطها في دول أوروبا. ولم يشر رئيس السلطة القضائية آية الله محمد يزدي في خطبة الجمعة أمس الى التفجيرات، لكنه شدد على "عدم وجود خلافات بين كبار المسؤولين" في ايران، لافتاً الى ان "الاختلاف في وجهات النظر حول القضايا الجزئية أمر طبيعي، ولكن لا خلافات على الأسس والمبادئ".