شهدت طهران تفجيرات جديدة امس وليل الثلثاء طاولت مراكز لپ"الحرس الثوري" والاستخبارات ومباني عامة، بعد الانفجار في مبنى محكمة الثورة اول من امس الذي اسفر عن سقوط أربعة قتلى، بينهم مواطن ارمني وستة جرحى بحسب الاحصاءات الرسمية المعلنة، وعشرات القتلى والجرحى بحسب افادات شهود. وحاولت عناصر مهاجمة مقر رئاسة اركان "الحرس الثوري" مستخدمة مدافع هاون، فيما فككت السلطات مجموعة من العبوات في اماكن عدة. وأعلنت منظمة "مجاهدين خلق" الايرانية المعارضة مسؤوليتها عن هجوم بقذائف المورتر على مستودع ذخيرة شمال طهران ليل الثلثاء - الأربعاء. وأفادت مصادر موثوق بها ان معلومات "أكيدة" بلغت السلطات الايرانية تفيد ان مجموعات من منظمة "مجاهدين خلق" الايرانية المعارضة "نجحت في التسلل الى ايران عبر العراق". وفي جلسة علنية للبرلمان الايراني امس حمل رئيس المجلس بعنف على "الجواسيس والمنافقين والاشرار"، وشدد على "الحاجة الى الوحدة اكثر من أي وقت مضى"، مناشداً "كل التيارات" في ايران "ان تتحد في مواجهة الذين يريدون الاصطياد في الماء العكر". وأكدت مصادر قريبة الى الاجهزة الرسمية الايرانية لپ"الحياة" ان عبوات فككت امس في مبنى محكمة طهران الكبرى جنوب العاصمة الايرانية بمحاذاة "ميدان الامام الخميني" الذي يشهد ازدحاماً شديداً، وان متفجرة اكتشفت في مبنى تابع لجهاز استخبارات جنوبطهران، وأخرى في فندق "فردوسي" في قلب المدينة. وروى شهود ان الفندق اخلي من نزلائه. وتابعت المصادر ان عناصر "مجهولة" حاولت مهاجمة مقر رئاسة اركان "الحرس الثوري" في حي "أفسرية" ليل أول من امس، واستخدمت مدافع هاون من عيار 60 ملليمتراً، ولكن لم تسجل ضحايا. ولم يعلن في طهران سوى هجوم استهدف مركزا ادارياً تابعاً لمؤسسة الصناعة العسكرية لپ"الحرس الثوري" في حي باسداران شمال العاصمة، والذي يضم عدداً من منازل الديبلوماسيين الاجانب في العاصمة. وشدد الاعلام الرسمي على عدم سقوط ضحايا. وأشار الى ان "بعض الاضرار" لحق بالمبنى. وذكرت المصادر ان المهاجمين فروا، فيما اكد شهود في الحي انهم سمعوا في التاسعة والنصف ليل الثلثاء دوي خمس طلقات متفجرة وطلقات رشاشات، لكن احداً لم يتحدث عن سقوط ضحايا. وتزامنت هذه التطورات واكتشاف العبوات مع الذكرى السنوية التاسعة لوفاة مؤسس الجمهورية الاسلامية آية الله الخميني التي يحييها الايرانيون اليوم. ويتوقع تنظيم مهرجان شعبي خطابي كبير أمام ضريح الخميني يتحدث خلاله مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي. وشددت الرقابة الأمنية على رغم حرص المعنيين على عدم اثارة الهلع لدى المواطنين. وسعى التلفزيون الرسمي الى تهميش المسألة فلم يشر إليها إلا عرضاً. وندد الأمين العام لحركة الحرية المعارضة ابراهيم يزدي بالتفجيرات. وقال لپ"الحياة" ان "هذه العمليات والتفجيرات لن تنجح في اسقاط النظام او اثارة الفوضى والرعب، اياً تكن الجهة التي تقف وراءها". وشدد على وجود فرق بين نهج حركته في المعارضة عبر "الكفاح السياسي القانوني العلني والسلمي" وبين "استراتيجية المنافقين مجاهدين خلق في اسقاط النظام بالكفاح المسلح". واعتبر ان هدف التفجيرات هو "ضرب مشروع الرئيس سيد محمد خاتمي في تنفيذ اصلاحات واشاعة الحريات السياسية، وكذلك افشال سياسته نحو العالم ومحورها ازالة التوترات وتعزيز العلاقات مع العالم العربي والمجتمع الدولي". وذكرت مصادر موثوق بها ان معلومات بلغت السلطات الايرانية تفيد ان مجموعات من "مجاهدين خلق" "نجحت في التسلل الى ايران عبر الحدود مع العراق" حيث تقيم المنظمة قواعد عسكرية. واعتبر يزدي ان حملة التفجيرات تهدف ايضاً الى "عرقلة مسار التقارب بين العراق وإيران، فتحسن العلاقات بين البلدين يستوجب حلّ مشكلة مجاهدين خلق". وفي بيان تلقته "الحياة" في لندن امس اعلنت "مجاهدين خلق" مسؤوليتها عن "هجوم بقذائف المورتر مساء الثلثاء على مقر قيادة الحرس الثوري شرق طهران". وأشار البيان الى سقوط عدد من عناصر الحرس بين قتلى وجرحى، وإلحاق أضرار بمبانٍ تابعة لمقر القيادة.