على رغم المظاهر الاحتفالية المتعددة التي يحملها القرن الجديد واستخدام أحدث ما توصلت اليه التكنولوجيا لإنجاح فاعليات مهرجان دبي للتسوق الا ان المهرجان يمثل بالنسبة لدبي فرصة ذهبية لاطلاع الزوار الذين يصل عددهم الى ثلاثة ملايين زائر على جانب بسيط من تراثها وتاريخها وتقاليدها المتوارثة. وأخذت هذا العام دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي على عاتقها مزج الماضي بالحاضر بشكل بانورامي يجذب الكبار والصغار، المقيمين والزوار، إذ اعلنت الدائرة برنامج فعالياتها في مهرجان دبي للتسوق والتي تقام في منطقة الشندغة التراثية ومتحف دبي ومجلس أم الشيف في الجميرا. وقال السيد محمد خميس بن حارب المدير التنفيذي لإدارة العمليات في الدائرة: "أولينا منطقة الشندغة التراثية التي تضم قريتي التراث والغوص وبيت الشيخ سعيد وكذلك كل المواقع الاثرية ومتحف دبي اهتماماً كبيراً إذ تشهد هذه المناطق تطوراً مستمراً حتى أصبحت ركناً أساسياً في السياحة في دبي وهو ما نطلق عليه سياحة التراث". وزاد ان عدد زوار الشندغة خلال مهرجان دبي للتسوق في العام الماضي بلغ حوالى 500 ألف زائر ويتوقع ان يرتفع العدد في مهرجان العام 2000 بنسبة 15 في المئة. مشاركة مختلفة وأضاف: "مشاركتنا هذا العام في مهرجان دبي للتسوق مختلفة بعض الشيء لكنها في النهاية تظل محافظة على تراث أمتنا الذي نحرص ونؤكد عليه إذ سيشهد موسم هذا العام العديد من الفعاليات التي أقيمت العام الماضي لأنها اثبتت نجاحها من ناحية ولأنها تعرّف الابناء والزوار بماضي الدولة العريق مثل الحرف اليدوية والوجبات الشعبية والأسواق القديمة والأعراس والقوافل والتومينة وركوب الخيل والجمال وغير ذلك". وقال: "سيقام العديد من الفاعليات الجديدة التي حرصنا على أن تكون مناسبة لجميع أفراد العائلة وتدخل البهجة والسرور عليهم مثل بطولة الشندغة للحمام الزاجل ومسابقات التلي ووتر وعروض القفز بالمظلات والرجل الطائر وغيرها. ولأول مرة هذا العام نخرج بالفعاليات عن اطار منطقة الشندغة فمثلاً سنقيم رحلة قافلة الحضار مرة كل اسبوع كل يوم أحد في شوارع المرقبات والضيافة والرقة وآخر اسبوع في شارع السيف وتنتهي في الشندغة، في حين سيتم تنظيم العديد من المعارض مثل معرض أطياب للعطور ومعرض زينة وخزينة ومعرض البيت الأصيل ومعرض ازياؤنا بين الماضي والحاضر بالاضافة الى معرض وفعاليات مراكز التنمية الاجتماعية والذي سيقام تحت اسم "الأم المنتجة". قرية التراث والغوص أما عبدالله حمدان بن دلموك مشرف أول قرية التراث والغوص فأشار الى انه من الفاعليات الجديدة هذا العام عروضاً مسرحية مستوحاة "من تراثنا وقيمنا الأصيلة التي تحض على الصدق والأمانة وغيرها" من الخصال الحميدة، مشيراً الى ان قرية الغوص ستشهد لأول مرة هذا العام عروض "النهامين" يومياً حيث سيقدمون الأغاني والأهازيج التي كان الصيادون ينشدونها خلال رحلة الغوص لصيد اللؤلؤ، بالاضافة الى معرض "الغوص في الماضي"، وهناك أيضاً حي الشندغة فريج الحضر الذي يجسد الحياة بكامل تفاصيلها قديماً. وستشارك منطقة دبي التعليمية من خلال عروض متنوعة على مسرحي التراث والغوص اللذين تم انشاؤهما خصيصاً لتلك العروض. كما سيشاهد الزوار هذا العام أيضاً سباق الشندغة للقوارب الشراعية فئة 22 قدماً، وكذلك سباق الزوارق بالريموت كونترول، بالاضافة الى المسابقات المهمة التي ستشهدها فعاليات هذا العام مثل سباق دبي للتجديف المحلي الذي سينظمه نادي دبي الدولي للرياضات البحرية. بيت الشيخ سعيد ويقول عبدالله بن جاسم المسؤول عن بيت الشيخ سعيد مؤسس دبي ان البيت سيشهد عرض أكبر ماسة في العالم وهي كمثرية الشكل ويبلغ وزنها 203.4 قيراط وثمنها 150 مليون درهم. وسيتم عرضها بدءاً من 20 آذار مارس وحتى نهاية المهرجان. وعُرضت الماسة لأول مرة في نيويورك العام الماضي وهذا العام في دبي وسيتم العام المقبل عرضها في طوكيو. كما سيشهد بيت الشيخ سعيد أيضاً توزيع العيدية على الأطفال خلال عيد الأضحى المبارك، وكذلك ندوة حول الموروث الشعبي في الخليج ومعرض عن الدوريات العربية بالاضافة الى واحد من أهم المعارض وهو معرض أغلفة المخطوطات عبر العصر الاسلامي. وسيشهد متحف دبي العديد من المفاجآت منها على سبيل المثال استوديو المتحف والرقم السعيد ورسامو الكاريكاتير وعرض للمشغولات والفنون التقليدية وغيرها. كذلك ستشهد الفعاليات الترفيهية هذا العام تطوراً كبيراً إذ ستقام في المسرح حفلات غنائية تحييها نخبة من نجوم الغناء العربي ومسابقات تذاع على الهواء وينقلها تلفزيون المستقبل في حين تتضمن فعاليات مجلس ام الشيف في الجميرا عرض الصقور وركوب الخيل والجمال بالاضافة الى العروض التي قدمت في الأعوام السابقة مثل عرض اليازرة ومسابقات الطبخ الشعبي وفلق المحار وفرقة الشرطة الموسيقية وغيرها