بوابة أملج (فايز السميري خلود المساعيد) المدينة : لأول مرة في تاريخ المحافظة يستطيع منظمو مهرجان “أملج أجمل” أن يجمعوا الأسرة في مكان واحد في جو عائلي آمن، حيث وفرت لهم كافة سبل الراحة والأمان التي لم تشهدها المهرجانات السابقة. وقد واصل المهرجان فعالياته فتنوعت الفقرات بين المسابقات والعروض ومعرض التراث والسوق الشعبي، وسط حضور كثيف ازدانت به ردهات حديقة الاحتفالات العامة، وقد أبدى الزوار سعادتهم بما شاهدوه من فعاليات. حيث حرص عدد كبير من زوار المحافظة على حضور المهرجان ومشاهدة فعالياته. أنشطة وخصوصية اشتمل المهرجان على العديد من الأركان والفعاليات، من المعارض والسوق الشعبي والمتحف، وقد شهد إقبالا كبيرا خصوصا من العائلات، وأكثر ما شدّ انتباه الزوار هو الاستمتاع بعروض فرقة نجوم الأطفال المسرحية والتجول على معرض المصورين “أملج ذاكرة رجال ومكان” والتجول في السوق النسائي الشعبي والذي لاقى حضوراً وتفاعلاً من الزوار. وتم عرض العديد من الأجنحة مثل جناح «المعرض التراثي» وكذلك جناح «ذاكرة ورجال» وجناح «تعليم الغوص» وجناح «معرض السلامة» كما اشتمل المهرجان على العديد من الأنشطة المصاحبة، منها الطيران الشراعي والرحلات السياحية للجزر وبرنامج تعلم الغوص والأكلات الشعبية بالإضافة إلى معرض الأسر المنتجة “القرية التراثية” والحرف اليدوية ومسابقة أفضل طبق صيادية، وقد فازت بها رزان منصور المرواني وحصلت على تذكرتي سفر «ينبع-القاهرة» ومسابقة التجديف بالقوارب الخشبية و”كرة الطخ” وهي لعبة شعبية قديمة. كما أقيم لقاء مفتوح مع الروائي الكبير محمد علي الشرهان وكذلك لقاء مع فاروق الرومان الذي يعتبر أول سعودي تسلّق قمة «إيفرست» وقد أقيم سباق مائتي متر للقوارب والبحث عن الكنز وكذلك استعراض القوارب السريعة. فنون شعبية «المدينة» جالت في أروقة المهرجان، والتقت عددا من الزوار من داخل المحافظة وخارجها.. ففي البداية عبر عبدالرحمن الجهني عن فرحه وسروره بما شاهده وخاصة بعض الفنون الشعبية مثل «العجل» و»الرديح» وغيرها حتى أن كثير من الأطفال تراقص مع هذه المواريث الشعبية. وقال فهد الحربي من سكان المدينةالمنورة: في الحقيقة لأول مرة أزور مهرجان “أملج أجمل” وسعدت بما شاهدته في مهرجان أملج أجمل لما احتواه من المتحف الشعبي والسوق الشعبي ومعرض ذاكرة رجال ومكان ومعرض التصوير الضوئي. وقال فيصل السميري: ليس غريبا على أبناء أملج هذه الجهود، وهناك تغيير جذري في هذا المهرجان من خلال الفعاليات ومعارض الصور والتراث وفعاليات الأطفال والبرامج المقدمة للعائلات. ومن جانبها تحدثت السيدة فاطمة أم عماد المشرفة على المتحف الشعبي النسوي قائلة: هناك خصوصية لنا نحن النسوة في المشاركة في هذا المهرجان من خلال زيارة المتحف الشعبي والاستمتاع بمقتنياته، وكذلك التأمل في الجيل الماضي وربطه بالعصر الحاضر. وتشاركها الرأي الأستاذة مريم مرعي قائلة: إن هذا المتحف ينقسم إلى خمسة أقسام، قسم عام يتعرض فيه مقتنيات عامة، وقسم خاص للملبوسات النسوية القديمة في البادية والحاضرة، وقسم خاص للمقتنيات البحرية وذكريات البحارة، والقسم الأخير وهو قسم المكتبة الأثرية التي فيها كل ما كُتب عن أملج قديماً وحديثاً. كل الأجيال وتقول غدير عبد المعطي السناني: ما يدهشني ويثير إعجابي هو قدوم النساء الكبيرات في السن والتأمل في تلك المقتنيات القديمة، التي كن يستخدمنها في الماضي في مشهد رائع جداً. يحسب للمنظمين والقائمين على هذا المهرجان بشكل عام والقائمين على المتحف الشعبي بشكل خاص. وتقول السيدة عائدة عابد الشريف: منظر لن يفارق ذاكرتي وهو تلك العجوز التي جاءت وهي تستند على عكاز حتى تشاهد هذا المتحف والمقتنيات الجميلة في ذلك الوقت والتي لم تستطع تلك العجوز أن تتمالك نفسها وهي تشاهد تلك المقتنيات وخرجت وهي تجهش بالبكاء، هذا مشهد رائع يصور لنا أن هذا المهرجان خاطب كافة شرائح أبناء المحافظة. وعن الخصوصية تقول غادة عبد المعطي لأول مرة : نحن النساء نستطيع أن ننُفّس عن أنفسنا من خلال هذا المهرجان التي كان حكراً على الرجال في السابق، أما اليوم ولله الحمد كل شيء في هذا المهرجان منظم ويدعو للتفاؤل في التوسع بمثل هذه المهرجانات في الأعوام السابقة. وفي الختام قال ناصر الخريصي رئيس السياحة والآثار بمنطقة تبوك: لقد بهرت وسررت كثيراً بما رأيت من مجهود شباب متحمس استطاع أن يظهر مدينته بأجمل صورة، وحقيقة إن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أصالة أبناء هذه المحافظة ونتمنى أن تكون الفعاليات المقبلة أجمل. وأضاف: أول ما سرّني وجود التراث خاصة المنتجات البحرية وأشكر الشباب لأنهم استطاعوا إبرازه ولابد أن يكون لهم متحف دائم يبرز هذه الآثار وتراث أجدادنا. وقال: إن الهيئة العامة للسياحة ترعى الحرف بأكثر من برنامج للمحافظة على هذا الموروث الثقافي ونحن سنعمل بأكثر من طريقة لنقل هذه الخبرات إلى الأجيال الجديدة.