} أكدت غروزني ان اشتباكات ضارية دارت مع الروس، عند تقاطع طرق يبعد زهاء 20 كيلومتراً عن العاصمة الشيشانية. ونفت موسكو أن تكون قواتها توغلت الى هذا العمق واعلنت عن معارك موضعية في شمال الجمهورية الشيشانية. لكنها تستعد لقطع الكهرباء والغاز عن الجمهورية. وعلمت "الحياة" ان موسكو تعد لاعلان حكومة شيشانية في المنفى في المناطق السهلية التي تسيطر عليها قواتها. استبعد الصحافيون عن مسرح العمليات في الشيشان، فيما فرضت موسكو تعتيماً إعلامياً على سيرها، ما أعطى صورة متناقضة عما يجري في القوقاز. وذكر قائد القوات الروسية في داغستان الجنرال غينادي تروشيف ان قواته انجزت اقامة "حاجز وقائي" على امتداد الحدود الشيشانية، لكنه اعترف بأن وحدات روسية توغلت "بضعة كيلومترات" في الشيشان بهدف احتلال مواقع استراتيجية "تضمن عدم ابادة جنودنا وتؤمن لنا القضاء على الراديكاليين". واعترف الجنرال للمرة الأولى منذ بدء العمليات بأن اثنين من جنوده قتلا وجرح ثمانية آخرون أثناء اشتباكات في ضواحي بلدة دوبوفسكايا القريبة من الحدود. ولكنه قال ان الوحدات الروسية تحاشت دخول المناطق المأهولة بالسكان وأجرت محادثات مع الوجهاء في قضائي ناورسكي وشيلكوفسكايا. وذكر ان قائد قوات القوقاز فيكتور كازانتسيف طلب "طرد الراديكاليين" والسماح للقوات باجراء "تمشيط" للمنطقة. إلا أن نائب رئيس الوزراء الشيشاني كازبك ماخاشيف أكد ان الراجمات الروسية قصفت مدن شاتوي وفيدنيو ونوجاي يورت وغوديريس، فيما أغارت الطائرات على اتشخوى مارتان واروس مارتان والمناطق الجبلية. وأضاف ان طلائع القوات البرية الروسية اشتبكت مع وحدات شيشانية بالقرب من تقاطع الطرق الرئيسية في الجمهورية. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية في نبأ من غروزني ان القوات الروسية وصلت الى مواقع تبعد 20 كيلومتراً عن العاصمة وان اشتباكات ضارية جرت في عدد من المناطق. وأعلن الشيشانيون ان الروس فقدوا 70 قتيلاً وعدداً من الأسرى الذين صوروا على شريط فيديو. وقد تلجأ روسيا الى "معاقبة" غروزني بشل الحياة فيها، اذ أعلن رئيس شبكة الكهرباء الموحدة أناتولي تشوبايس انه حصل على موافقة مبدئية من الحكومة لقطع الكهرباء عن الجمهورية الشيشانية، بحجة انها لم تف بالتزاماتها المالية حيال الشركة. وأشار مراقبون الى أن الغالبية الساحقة من المقاطعات والجمهوريات الروسية مدينة لشبكة الكهرباء الموحدة التي تملكها روسيا الا ان الحكومة منعت قطع التيار عن أي منها، لذا أشاروا الى ان وقف امداد الشيشان بالكهرباء سيكون جزءاً من خطة متكاملة لمحاصرة الجمهورية وتأليب سكانها ضد القيادات "المتمردة". وأكدت مؤسسة "غاز بروم" امس انها أوقفت فعلاً ضخ الغاز الى الشيشان بقرار من الحكومة. وعلى صعيد آخر أعرب الرئيس الجورجي ادوارد شيفاردنادزه عن استعداده للتوسط بين موسكو وغروزني. لكنه اشترط موافقة الطرفين. وأعرب عن قلقه لأن الطائرات الروسية تخترق اجواء بلاده أثناء توجهها لقصف مواقع في الشيشان، وذكر ان "اسقاطها ليس مشكلة ... إلا أن العواقب وخيمة". واستفحلت امس مشكلة اللاجئين الشيشانيين في جمهورية انغوشيتيا المجاورة، اذ زاد عددهم عن مئة ألف. وذكر رئيس وزراء الجمهورية أحمد مالساغوف ان كثيرين منهم ينامون في العراء وأضاف "انهم جياع". وبحث موضوع اللاجئين في لقاء الرئيس بوريس يلتسن ورئيس الحكومة فلاديمير بوتين الذي ذكر ان الأرقام "مبالغ فيها" ولكنه أكد ان لجنة حكومية ستشكل لتوطين اللاجئين في المناطق التي تسيطر عليها القوات الروسية في شمال الشيشان. وأبلغ الى "الحياة" مصدر برلماني ان هذا "الحل" يسمح لموسكو بتحقيق اغراض عدة، بينها معالجة مشكلة اللاجئين وتخفيف الضغط عن نغوشيتيا، وتوفير موقع تعمل منه "حكومة منفى" سيشكلها نواب في البرلمان الشيشاني الذي كان انتخب ابان الحرب وهرب اعضاؤه الى روسيا بعد توقيع اتفاق السلام.