أبدت ايران استعدادها لمساعدة روسيا في حلّ الازمة القوقازية. وطلبت موسكو من طهران تبادل معلومات في شأن "المنظمات الارهابية" فيما اكد رئيس الوزراء الروسي السابق سيرغي ستيباشين انه قد يقوم بوساطة لمنع تفاقم الاحداث في القوقاز. وتوقعت غروزني ان يبدأ الاجتياح البري "في اقرب وقت". اكد وزير الخارجية الايراني كمال خرازي في رسالة الى نظيره الروسي ايغور ايفانوف ان ايران بصفتها ترأس الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الاسلامي، "مستعدة للمساهمة في حل الازمة الراهنة في داغستان". ودان الارهاب "أياً كانت الجماعة التي تنفّذه" واعتبره خطراً يهدد الامن والسلام في العالم، مهما كانت "الحجج والايديولوجيات" التي يعتمدها. ولكن الوزير الايراني اشار ايضاً الى ضرورة "تفهم الميزات العرقية وحاجات المسلمين". واعربت الخارجية الروسية امس عن "الامتنان" للقيادة الايرانية وذكرت انها يمكن ان تقدم "مساعدة لا تقدّر بثمن" في مجال تبادل المعلومات عن "نشاط المنظمات الارهابية". وحددت الخارجية الروسية حركة "طالبان" التي قالت ان لها "علاقات معروفة" مع القادة الراديكالين في الشيشان. وفي محاولة لاحتواء التوتر، عرض سيرغي ستيباشين التوسط. وذكر ان الرئيس الشيشاني اصلان مسخافوف طلب مقابلته، واضاف انه مستعد لاجراء محادثات معه في حال حصوله على تفويض من رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين. وحذر ستيباشين من الاقدام على عميلة برية. وذكر انها اذا بدأت "ستدفع الكثيرين للانخراط في صفوف القائد الميداني الراديكالي شامل باسايف". وفي موسكو اكد الممثل العام للجمهورية الشيشانية مايربك فاتشاغايف ان العملية البرية "ستبدأ في وقت قريب جداً". وذكر ان السلطات تتخذ اجراءات طارئة "لصدّ العدوان". وفي اطار التعبئة العامة التي اعلنت في غروزني، جرى حتى الآن تجنيد 10 آلاف من الاحتياط. وقال فاتشاغايف ان هناك خمسة آلاف جندي آخر سينضمون الى القوات المسلحة التي يقدر تعدادها حالياً ب7.5 الف عنصر. وشدد على ان "كل قنبلة تسقط تزيد عدد من يحملون السلاح". وغطى الدخان الاسود العاصمة الشيشانية امس بعد اصابة اهم منشآت النفط في أطرافها. وذكرت القيادة الفيديرالية انها "تعاملت مع" اهداف يستخدمها من وصفتهم ب"المتطرفين" ولكنها نفت اصابة اي مواقع مدنية، فيما ذكرت سلطات غروزني ان صاروخاً اصاب مدرسة و15 منزلاً وادى الى مصرع ثمانية اشخاص. وبحث الرئيس الروسي بوريس يلتسن الوضع في شمال القوقاز مع وزير الدفاع ايغور سيرغييف ووزير الداخلية فلاديمير روشايلو الذي ذكر ان موسكو سلّمت الانتربول قائمة بأسماء 17 من القادة الميدانيين الشيشانيين المطلوبين للقضاء، لتورطهم في احداث داغستان. واعلن عن اعتقال اكثر من مئة شخص من المشتبه بأن لهم علاقة بالتفجيرات في موسكو ومدن روسية اخرى. واكد ان الاجراءات الامنية نجحت في احباط 16 عملية ارهابية واكتشاف 521 طناً من المتفجرات.