بدأ الكرملين يلمح الى احتمال التفاوض مع "قوى" شيشانية لم يحددها. وذكر الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين ان موسكو مستعدة للبحث في تفاصيل منح الحكم الذاتي للشيشانيين، لكنه اكد ان العمليات العسكرية ستنتهي ب"إبادة الارهابيين" أو دحرهم. وتوقع وزير الدفاع ايغور سيرغييف انتهاء الحرب قبل ذوبان الثلوج في الجبال. وفي حديث الى اذاعة "البلطيق" في سانت بطرسبورغ، ذكر بوتين ان المشكلة الشيشانية "انتهت حينما استخدمت أراضي الجمهورية الشيشانية للهجوم على روسيا وازدهر فيها الارهاب والقرصنة". وفي اشارة الى سحب القوات الروسية من الشيشان اثر الحرب الأولى، قال: "ارتكبنا خطأ كبيراً حينما تركنا تلك الأراضي من دون رقابة". واكد الرئيس الروسي ان العملية العسكرية "ستصل حتماً الى نهايتها"، ولكنه قال انها لا تستهدف "استعباد الشعب الشيشاني واشعاره بأنه مهزوم". واضاف ان بين الشيشانيين "قوى يمكن التفاوض معها" على اساس منح الجمهورية حكماً ذاتياً وحقوقاً واسعة "في اطار" الاتحاد الروسي. وهذه المرة الأولى الي يقدم أكبر مسؤول روسي تفاصيل عن رؤية موسكو للحل السياسي في الشيشان. الا ان المراقبين رأوا ان هذه الاقتراحات يصعب ان تجد أرضية صالحة لأن كثيرين من الشيشانيين فقدوا الثقة بالمركز الفيديرالي، كما ان موسكو ترفض الاعتراف بشرعية الرئيس اصلان مسخادوف وهي تبحث عن "بدائل" لا صفة شرعية لها. وقبل تنصيب أي "بديل"، يترتب على القوات الروسية ان تصفي بؤر المقاومة. واعترفت القيادة العسكرية بأن معارك ضارية جرت في وادي ارغون حينما تصدى الشيشانيون لمحاولات الروس التقدم نحو بلدة شاتوي. واكد بيان نقلته وكالة "انترفاكس" ان الطائرات والمدفعية قصفت المنطقة المحيطة بموقع ايتوم قلعة المسيطر على الممرات المؤدية الى جورجيا. وافاد ان القوات الروسية احبطت محاولات للتقدم على هذا المحور. وذكر البيان ان الشيشانيين فقدوا في معارك امس ما لا يقل عن 150 قتىلاً. الا ان وزير الدفاع ايغور سيرغييف قدر عدد القتلى بثمانين. وذكر ان قواته تريد انجاز العمليات قبل موسم الربيع وذوبان الثلوج، لكنه قال انه لا قيود زمنية لذلك. وقررت القيادة الروسية ان تمدد ليومين اخرين فترة اغلاق الحدود الشيشانية ومنع الحركة داخل الجمهورية. وكان مقرراً ان يستمر الاغلاق حتى امس، لمنع عمليات انتقامية محتملة في ذكرى ترحيل الشعب الشيشاني قسراً من دياره قبل 56 عاماً. ووجه بوتين رسالة الى الشيشانيين اعتبر فيها قرار الترحيل "تعسفاً غير شرعي". واضاف مخاطباً الشعب الشيشاني: "كنا نقتسم الافراح والأتراح ... وعلينا ان نحيا في بلدنا الواحد". إلا ان المراقبين اعتبروا ان هذه الكلمات لن تجد صدى بسبب الدمار الذي أحدثه الجيش الروسي وعمليات التعذيب التي يتعرض لها من بقي من الشيشان على قيد الحياة. وقدمت صحيفة "كمسمولسكايا برافدا" امس صورة عما يجري في المعتقلات داخل الأراضي الشيشانية ونقلت عن شاب شيشاني "ان من يمضي يوماً هناك ينسى انه بشر". ونفت وزارة الخارجية الروسية وجود أي تجاوزات. وذكرت في رد عنيف على رئيسة مفوضية الاممالمتحدة لحقوق الانسان ماري روبنسون ان "الإصرار على الحديث عن تعذيب ومعسكرات اعتقال" يعني ان المسؤولين عن مفوضية حقوق الانسان "لا يريدون معرفة الحقيقة". واكد وزير الخارجية ايغور ايفانوف ان روسيا تؤدي "رسالة دولية كبيرة". واضاف ان الغرب "بدأ يفهم ان ما نفعله في القوقاز يتجاوب مع مصالحه".