} نفذ الشيشانيون تهديدهم بشن حرب عصابات، وهاجموا قطارين "مدرعين" قرب مدينة ارغون، فيما أعلن وزير الدفاع الروسي ان عشرة الاف مسلح شيشاني قتل منذ بداية العمليات. وخصص الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين بليوني روبل لإعمار ما هدمته حرب قدرت تكاليفها حتى الآن بعشرة بلايين. كشفت القيادة العسكرية الروسية أمس الخميس تفاصيل المعركة الأكبر التي جرت في المناطق الشيشانية التي حررتها. وجاءت بعدما نصب الشيشانيون مكمناً لقطار عسكري مدرع واعطبوا القاطرة التي كانت تتقدم ست عربات مصفحة تحمل مدرعات وناقلات جنود ومدفعية. واستدعي قطار مدرع آخر للنجدة الا ان قاطرته اصيبت بقذيفة "آر.بي.جي" فتوقف، ليغدو مع القطار الأول هدفاً لنيران مكثفة من أربع جهات. وذكرت القيادة الروسية ان امدادات نقلت بسرعة تمكنت من "تفريق" المهاجمين. ولكنها رفضت تقديم تفاصيل عن الخسائر. وأشار مراقبون الى ان هذه المعركة تنفي ما ذكرته موسكو عن سيطرتها "الكاملة على المناطق المحررة" وتوحي بأن الشيشانيين قادرون على اختراق الخطوط الدفاعية الروسية. وأشار موقع "قوقاز" على الانترنت وهو المنبر الاعلامي للشيشانيين، الى غارات عنيفة تعرضت لها المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية. واعترفت قيادة سلاح الجو انها استخدمت قنابل ذات قوة تدميرية كبيرة. وذكر نائب رئيس هيئة الاركان العامة فيكتور مانيلوف ان "عنصر المفاجأة" سيكون أساساً لتكتيك يتبعه 50 ألف مقاتل روسي، يبدأون اليوم الجمعة هجوماً على المناطق الجبلية في الجنوب. ولدرس الخطط اللاحقة للقيادة الروسية، اجتمع الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين مع وزير الدفاع المارشال ايغور سيرغييف الذي قال ان قواته تمكنت من "إبادة" عشرة آلاف مسلح شيشاني منذ بداية العمليات في الشيشان. واضاف ان موسكو ستحدد موقفها من الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف بعد انتهاء العملية العسكرية. وذكر ان هناك معلومات متناقضة في شأن مكان وجود مسخادوف. واستبعد المراقبون احتمال التفاوض مع الرئيس الشيشاني، الا انهم لاحظوا ان بوتين قرر عقد لقاء مع رؤساء جمهوريات شمال القوقاز الذين كان عدد منهم طالب باستئناف الحوار مع "المرجعية الشرعية" في الشيشان. ووعد بوتين امس بالعمل على اعادة إعمار الجمهورية الشيشانية. واعترف بأن قطاعات مهمة مثل الصحة والتعليم والطاقة "أصبحت صفراً"، وذكر ان الحكومة الروسية ستخصص بليوني روبل لأغراض التعمير، في حين ان القائم بأعمال رئيس الحكومة ميخائيل كاسيانوف كان ذكر مطلع هذا العام ان نفقات الحرب تجاوزت ثلاثة بلايين روبل، وذكر انها تعدت لأرقام التي كانت وضعت قبل بدء العمليات. إلا ان اقتصاديين محايدين قدروا النفقات الحقيقية بأكثر من ثلاثة بلايين شهرياً، أي ان الرقم الاجمالي يقترب من 20 بليوناً. وكشف الأرقام الفعلية يمكن ان يعقد المفاوضات التي تجريها روسيا مع المؤسسات المالية العالمية للحصول على قروض... وتعد الحرب من اسباب تعثر المفاوضات، كما انها اثرت سلبياً في العلاقات الروسية - الاميركية. وطالبت وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت رسمياً بتوضيحات عن مصير الصحافي الروسي اندريه بابيتسكي والذي كان يعمل لإذاعة "الحرية" التي يمولها الكونغرس. واعتقل بابيتسكي في ضواحي غروزني ثم أعلن عن "مبادلته" بثلاثة جنود اسرهم الشيشانيون. وتنصلت الهيئات الرسمية الروسية من المسؤولية عن مصير بابيتسكي رغم انه مواطن روسي ولا يمكن مبادلته بجنود هم ايضاً مواطنون روس. وسلم مجهولون الى مكتب إذاعة "الحرية" شريطاً يظهر فيه بابيتسكي ليؤكدوا انه حي من دون تقديم توضيحات. وذكر شريف يوسفوف الذي كان ممثلاً لمسخادوف في موسكو، ان بابيتسكي موجود لدى احدى الميليشيات الشيشانية وانه سينقل الى بلد أوروبي قريباً. الا ان وزير الخارجية الشيشاني الياس احمدوف قال ان يوسفوف "استفزازي" ولا يمثل الرئيس الشيشاني. واكد ان هناك معلومات بأن الروس سلموا بابيتسكي الى شيشانيين متعاونين معهم بقيادة محافظ غروزني السابق بيسلان غانتميروف.