في أحدث تطور للعلاقة بين فصائل فلسطينية معارضة طرحت حركة المقاومة الاسلامية حماس "برنامجاً" تدرسه هذه الفصائل حالياً. وقال الناطق باسم الحركة السيد ابراهيم غوشة ل"الحياة" "إن حماس طرحت برنامجاً باسم الجبهة الوطنية الفلسطينية على 8 فصائل، وستدرسه معها وصولاً الى صيغة يتفق عليها الجميع وتكون قوة فاعلة لنهوض قوى المقاومة الفلسطينية لمواجهة الهجمة الأميركية - الصهيونية التي تتم تحت ما يسمى بمشروع السلام بينما هو في حقيقة الأمر مشروع استسلام يراد فرضه على الأمة العربية والاسلامية". وكشف غوشة ل"الحياة" ان البرنامج طرح على هذه الفصائل منذ نحو اكثر من شهر وهو قيد الدرس الآن. وأفاد ان البرنامج يقوم على مرتكزين وملمحين اولهما "تنظيمي يحدد كيفية تنظيم القوى الفلسطينية كافة ومستويات هذا التنظيم"، والثاني يقدم "مضامين هذا المشروع وهي تتعلق بالتمسك بثوابت الشعب الفلسطيني" التي اختصرها ب"وحدة الشعب ووحدة الأرض" اضافة الى "محور المقاومة والجهاد الذي يحقق ذلك". وتحدث غوشة إلى "الحياة" في الدوحة امس بعد عودته اليها من السعودية مع ثلاثة من قادة الحركة الذين كان الأردن ابعدهم الى قطر وهم رئيس المكتب السياسي خالد مشعل وعضوا المكتب السياسي عزت الرشق وسامي خاطر. وقال غوشة: "قمنا بزيارة السعودية للعمرة والعبادة ومكثنا اسبوعين في ضيافتها". وأوضح في مجال شرحه البرنامج الذي طرحته الحركة على فصائل معارضة لاتفاق اوسلو انه "يكفي ان محصلة المفاوضات على المسارين الفلسطيني والسوري تنبئ بصورة واضحة عن مدى تمسك الصهاينة بمشروعهم الصهيوني الاستئصالي المهيمن على المنطقة كلها". وشدد على انه "تنبغي مواجهة هذا المشروع بالبعدين الشعبي والرسمي"، مؤكداً "ضرورة تفعيل العلاقة القوية مع فصائل القوى الفلسطينية المتمسكة ببرنامج مقاومة الاحتلال". وقال إنها "8 فصائل تعبر عنها لجنة المتابعة الوطنية". وأوضح الناطق باسم الحركة ان "حماس" ستبدأ قريباً "تحركاً للتداول في الاخطار الحقيقية التي تهدد القضية الفلسطينية خصوصاً من خلال المفاوضات النهائية التي تجريها السلطة الفلسطينية". ورأى "ان حقوق الشعب مهددة من قبل اصحاب عقلية اوسلو في قضايا القدس وعودة اللاجئين وإزالة المستوطنات والمياه والحدود". وأكد ان "حماس" بصدد "اطلاق مبادرة سياسية متحركة لتوضيح موقف الشعب الفلسطيني من خلال كل المنابر والسبل الاعلامية والسياسية الممكنة". واعتبر "ان هذه المرحلة حاسمة ومهمة جداً"، لافتاً الى ان التآمر الاسرائيلي - الاميركي كان يرمي الى اشغال "حماس" بقضايا داخلية مثلما حدث في الأردن بابعاد اربعة من قادة الحركة الى قطر وذلك حتى لا تقوم "حماس" بدورها القيادي داخل الشعب الفلسطيني في التصدي لمحاولات تصفية القضية. وفيما اشار الى ان برنامج الحركة في الفترة المقبلة يتضمن قيام قيادات بزيارة دول عربية واسلامية، وجه انتقادات شديدة إلى السلطة الفلسطينية، وقال: "نحن نلاحظ انها غير صادقة وغير فاعلة في توضيح مواقفها بالنسبة الى القضايا الاساسية" قضايا القدس وعودة اللاجئين وإزالة المستوطنات والمياه والحدود. واعتبر "ان هذه السلطة التي بدأت انهيارها باتفاقية اوسلو لن يتوقف مسلسل تنازلاتها"، ولهذا "فإن هناك خطراً حقيقياً على قضية القدس وعلى مستقبل اللاجئين الذين يزيد عددهم على 4 ملايين لاجئ وعلى كل حقوق الشعب الفلسطيني الأخرى". وعزا هذا الخطر الى "كون السلطة الفلسطينية وضعت نفسها موضع القيادة للشعب الفلسطيني من دون أي تمثيل ديموقراطي أو انتخاب أو اختيار، وانما اعتمدت على الدعم الصهيوني والاميركي وبعض الدول الاقليمية، ولهذا فإن حركة حماس تجد نفسها ملزمة ان توضح للشعب الفلسطيني ما يجري وتكشف له الاخطار والمؤامرات التي تستهدف مستقبل قضيته وأجياله"، مشيراً في هذا الاطار الى التحرك السياسي الذي ستبدأه "حماس" قريباً "داخل الشعب الفلسطيني والأمة العربية والاسلامية". وسألت "الحياة" عن آخر التطورات مع الأردن بعد ابعاد القادة الأربعة، فرد غوشة: "نحن في انتظار كل المساعي الخيّرة العربية، وبينها مساعي قطر، أو داخل الأردن، ونأمل بأن يعمد اصحاب القرار في الأردن الى تصحيح الاخطاء التي ارتكبت بحقنا بإبعادنا وأن يُلغى قرار الإبعاد لنعود الى الأردن"، مؤكداً انه "لا جديد في هذا الشأن حتى الآن". وأفاد غوشة رداً على سؤال عن اولويات الحركة في هذه المرحلة "ان حماس تعيد اقلمة نفسها بعد توجيه ضربة للمكتب السياسي في الأردن ابعاد القادة الأربعة لتتعامل مع المعطيات الموجودة في الساحة والضاغطة على قوى المقاومة للاحتلال الصهيوني". وأضاف "ان الحركة تعرضت طوال السنوات العشر الماضية لضربات مختلفة وكانت قادرة على تجاوزها". ولفت غوشة إلى "ان الجميع يعرف ان التنظيم القاعدة لحماس موجود داخل شعبنا الفلسطيني خصوصاً في الضفة والقطاع والقدس، ولدينا قطاعات كبيرة من شعبنا في الخارج تدعم برنامج الحركة في مقاومة الاحتلال".