اثبتت نتائج الانتخابات التمهيدية للجمهوريين في ولايتي ميتشيغان واريزونا ان المرشح السيناتور جون ماكين اصبح "ظاهرة" ثابتة لم يشهد الحزب الجمهوري مثلها منذ عهد رونالد ريغان الذي وصل الى البيت الأبيض عام 1980 على اكتاف الناخبين الديموقراطيين. وجاء انتصار ماكين في ميتشيغان على المرشح الجمهوري الآخر حاكم ولاية تكساس جورج بوش الابن، ليكرس الظاهرة، ذلك انه رغم خسارته أصوات الجمهوريين في الولاية، انتصر في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري بسبب أصوات الديموقراطيين والمستقلين الذين عبروا "الحدود الحزبية" ليدعموه بصفته "جمهوري المظهر، ديموقراطي الجوهر"، حسبما يتهمه غلاة الجمهوريين. وذهب البعض الى اتهام الديموقراطيين بأن سلاحهم السري هو "حصان طروادة" جديد اسمه ماكين. وكان فوز ماكين متوقعاً في اريزونا التي يمثلها في مجلس الشيوخ. وعكفت الأوساط السياسية على درس "ظاهرة ماكين" التي اثبتت فاعليتها حتى الآن في ولاية نيوهامشير وبعدها في ميتشيغان حيث انتصر السناتور على منافسه بوش بنسبة 50 في المئة من مجموع الأصوات، في مقابل 44 في المئة من الاصوات. والملفت هو ان بوش حصل على 72 في المئة من اصوات الجمهوريين بينما صوت 27 في المئة فقط من الجمهوريين للمنافسه الذي حصل ايضاً على 29 في المئة من اصوات الديموقراطيين و45 في المئة من اصوات المستقلين. وأعرب ماكين عن ارتياحه الشديد للنتائج ولظهور "غالبية جديدة" سماها "غالبية ماكين" واعتبرها الكابوس الاسوأ بالنسبة الى نائب الرئيس والمرشح الديموقراطي آل غور. وبالفعل بات الديموقراطيون في حال "رعب" خصوصاً عندما تذكروا ظاهرة ريغان التي أبعدتهم عن البيت الأبيض لمدة 12 عاماً. كذلك اصيبت مؤسسة الحزب الجمهوري الداعمة لبوش الإبن بعدما ابدى امتعاضه من قادتها سواء كانوا اعضاء في الكونغرس أو حكام ولايات أو حزبيين نشيطين وجامعي تبرعات. ويبقى الصراع بين المرشحين الجمهوريين غير محسوم حتى يوم السابع من اذار مارس المقبل المعروف ب"سوبر تيوزداي" الثلثاء الخارق عندما تجرى الانتخابات التمهيدية في اكثر من 12 ولاية وابرزها كاليفورنيا ونيويورك واوهايو ونيوجرزي. وستكون مشكلة ماكين عندئذ واضحة، اذ ان "الاصوات الديموقراطية" التي ستدعمه لن تكون حاسمة لان عدداً كبيراً من هذه الانتخابات ستكون مغلقة، بمعنى انها ستكون حزبية محضة ولا مشاركة فيها الا للجمهوريين.