تدخل التحضيرات لمعركة الانتخابات الرئاسية الاميركية منعطفاً حاسماً غداً، في ولاية نيوهامشير حيث يتوجه ناخبون مختارون من الجمهوريين والديموقراطيين الى أقلام اقتراع، لاختيار مرشحيهم في الانتخابات التمهيدية الاولى. وستواكب الانتخابات الاميركية التطور التكنولوجي، اذ أُعلن ان الناخبين "الكسالى" في ولاية اريزونا سيكون في إمكانهم التصويت عبر الانترنت في انتخابات الولاية التمهيدية في آذار مارس المقبل. وفي وقت بدا انتصار نائب الرئيس آل غور على منافسه الديموقراطي السيناتور السابق بيل برادلي محسوماً، اتجه حاكم ولاية تكساس جورج بوش الابن الى خسارة امام منافسه السيناتور جون ماكين، بحسب استطلاعات الرأي العام. ولا تشكل تلك النتيجة بالنسبة الى بوش الابن سوى خسارة معركة لا الحرب، خصوصاً ان الرئيس بيل كلينتون سبقه الى ذلك عام 1992، فكانت تلك المرة الاولى منذ بداية الخمسينات التي يخسر فيها مرشح جولة تمهيدية ويكسب السباق الرئاسي. و"استنفرت" عائلة بوش كلها وانتقلت الى نيوهامشير لدعم حاكم تكساس وتفادي نكسة معنوية له تضعه في موقف دفاعي. وتلقى بوش الابن الدعم الأهم من والده الرئيس السابق ووالدته برباره وشقيقيه. وباستثناء ماكين الذي سيصمد جولة واحدة أمام بوش، فإن مصير المرشحين الجمهوريين الآخرين بات محسوماً، وفي مقدم هؤلاء الناشر المليونير ستيف فوربز والمحافظ اليميني الاسود آلن كيز اللذان حققا بعض النجاح في الجولة التمهيدية الأولى المؤتمر الحزبي في ولاية ايوا الاسبوع الماضي. وامضى المرشحون الديموقراطيون والجمهوريون الساعات ال48 الأخيرة قبل بدء الاقتراع في حركة مستمرة، متنقلين بين البلدات الصغيرة في نيوهامشير. واندفع المرشحان المتقدمان على مستوى الولاياتالمتحدة، بوش وغور، في محاولة لتوجيه "ضربات قاضية" الى منافسيهم. ولا يضمن الانتصار على برادلي في نيوهامشير، لنائب الرئيس فوزاً في الجولات المقبلة، اذ ان السيناتور الديموقراطي السابق قد يفوز في الانتخابات التمهيدية لولايتي نيويورك ونيوجرزي. والنتيجة المتوقعة للجولات التمهيدية هي انها ستظهر ان الآلة الانتخابية لكل من غور وبوش قوية وغنية، فيما بدا المرشحان الرئيسيان واثقين بالنصر. وثمة خمسة اسابيع ستفصل الانتخابات التمهيدية في نيوهامشير عن "أم الجولات التمهيدية" في 7 آذار مارس حين تجرى الانتخابات في 13 ولاية، وبعدها بأسبوع قد تحسم المعركة التمهيدية عندما تجرى الانتخابات في 6 ولايات اخرى.