اختتمت مساء أمس في منتجع دافوس السويسري فاعليات "المنتدى الاقتصادي العالمي 2000" من دون أن يتمكن المؤتمرون من تقديم تصور جديد يخص مفاوضات التجارة الحرة وصياغة نظرة جديدة إلى العلاقات الاقتصادية بين المعدمين والدول الصناعية، كما كان المنتدى تعهد في بداية فاعلياته التي بدأت الخميس الماضي. وظهرت انتقادات شديدة من قبل المنظمات غير الحكومية التي اعتبرت أن المنتدى كان مسرحاً لتفاهم جرى وراء الكواليس بين الدول الصناعية والغنية يمهد لإخراج مفاوضات منظمة التجارة الدولية التي جرت في مدينة سياتل الأميركية قبل شهرين من الفشل والجمود اللذين تتخبط فيهما. وولفنسون وكان رئيس البنك الدولي جيمس وولفنسون نبّه أول من أمس، في جلسة مسائية، إلى أن العولمة ليست بالضرورة ظاهرة جديدة كما يدعي كثيرون، وإلى أنها فقط واحد من بين عوامل عدة يجب أخذها في الاعتبار، مشيراً إلى أن دول شرق آسيا استفادت من العولمة، في حين لا تزال مناطق أخرى في العالم النامي عاجزة عن مكافحة الفقر على نطاق واسع. وشدد على أن هذا الوضع يدفع بنا إلى التفكير في طبيعة العوامل وراء التنمية لدى الأمم، وعلى أن المسائل أعمق بكثير من مجرد السقوط في "فخ العولمة" نفسه. منتدى سنة 2001 ووجهت مجموعة من المنظمات غير الحكومية من آسيا وأميركا الجنوبية والولايات المتحدة، نداء إلى رئيس "المنتدى الاقتصادي العالمي" كلاوس شواب أمس طالبته فيه بأن يتم التركيز، في منتدى سنة 2001 وبقية المنتديات الاقليمية التابعة لمنتدى دافوس حول العالم، على تحقيق مساهمة أوسع بين المنظمات غير الحكومية وقطاع الأعمال والصناعات والحكومات. كما دعت إلى مناقشة قضايا جديدة لم تطرح حتى الآن في شكل وافٍ منها: علاقة العولمة بتوليد الفقر في العالم، ومناقشة إلغاء ديون العالم الثالث، وتحديد تأثير العولمة على التمايز الثقافي، وتجاوز الحديث عن قوانين السوق إلى القيم الإنسانية. وطالب الموقعون في عريضة سلمت إلى رئاسة المنتدى أمس بمناقشة قوانين منظمة التجارة الدولية وحماية حقوق سكان العالم والمزارعين والعمال والسكان الاصليين والنساء، واجراء تدقيق واقعي في التأثير الاجتماعي للانترنت والتجارة الالكترونية لتحديد من هو المستفيد منها. وقال برانت بلاكويلدر رئيس منظمة "أصدقاء الأرض" الأميركية التي تملك فروعاً في 60 دولة ل"الحياة" إن المفاوضات التي دارت وراء الكواليس في دافوس بين الدول الصناعية بخصوص السياسات الاقتصادية العالمية لم تأخذ في الاعتبار تغيير الصيغ القديمة التي أدت إلى فشل مفاوضات سياتل، وإنما أكدت المفاهيم السابقة القائمة على عدم مراعاة التوازن في عملية تحرير التجارة. وأضاف: "هناك تدمير سريع للبيئة وفساد ورشوة على المستوى الحكومي ومستوى الأعمال، مما يسهم في اخفاق العولمة في ايصال الفائدة إلى جميع المستحقين". ودان تأثر أكثر من 59 دولة في العالم سلباً بظاهرة العولمة. وقال هذه الدول شهدت تراجع الدخل الفردي فيها منذ مطلع التسعينات بسبب ظاهرة الاستغلال الجائر التي تتم تحت غطاء العولمة. وكان أكثر من 1200 من رؤساء أكبر شركات في العالم ساهموا في المنتدى الذي استمر ستة أيام، إضافة إلى أكثر من 400 من رجال الحكم والسياسة في العالم ومئات الصحافيين الذين تابعوا مئات الندوات التي جرت في الدورة السنوية الثلاثين للمنتدى.