بانكوك - أ ف ب، رويترز - افتتح مؤتمر الاممالمتحدة العاشر للتجارة والتنمية اونكتاد اعماله امس السبت في بانكوك وهدفه الرئيسي اشراك الدول الاكثر فقراً في العولمة، فيما شهدت العاصمة التايلاندية تظاهرات سلمية جرت من دون حوادث. وافتتح الامين العام للامم المتحدة كوفي انان المؤتمر بدعوة الى "وضع عالمي جديد" يتم فيه تقاسم فوائد العولمة بالتساوي بين الجنوب والشمال. وانتقد الحمائية التي تمارسها الدول الصناعية، المسؤولة على حد رأيه، عن فشل المفاوضات التجارية لمنظمة التجارة الدولية في سياتل. واعرب انان عن اسفه لأنه "لم يتم اطلاق الدورة التجارية بسبب عدم تمكن الحكومات وخصوصاً القوى الاقتصادية الكبرى من الاتفاق على أولوياتها". في المقابل أشاد الامين العام للامم المتحدة ب"الدور الفعال والموحد" للدول النامية خلال مؤتمر سياتل. يشار الى ان دول الجنوب تطالب بانفتاح اكبر على اسواق الدول الصناعية لا سيما لتصدير منتجاتها الزراعية. ومن المفترض ان يتبنى المؤتمر الذي تشارك فيه اكثر من مئة دولة ويستمر اسبوعاً، خطة عمل لاربع سنوات و"اعلان بانكوك" يأخذان في الاعتبار شكاوى الدول النامية كون المؤتمر لا يملك سوى سلطة توصية. ويشار الى ان هذا المؤتمر هو اول تجمع دولي كبير منذ منتدى دافوس الشهر الماضي ومؤتمر التجارة العالمية في كانون الاول ديسمبر الماضي في سياتل حيث بدأت الاحتجاجات ضد العولمة. وسيناقش المؤتمر ايضاً الخلافات التجارية وتحرير التجارة والزراعة والانسجة خصوصاً والمساعدة على التنمية. وقد خرج امس نحو الف متظاهر الى الشوارع في وسط بانكوك من دون تسجيل اي حادث. وساروا مسافة 150 مترا الى موقع انعقاد المؤتمر، غير ان شرطة مكافحة الشغب منعتهم من الاقتراب من المكان. وشاركت في التظاهرات منظمات غير حكومية محلية وعالمية خصوصاً "غرينبيس" ونقابيون و200 من عمال اتحاد صناعة النسيج. وكتب على اليافطات "منظمة التجارة الدولية، صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي اذهبوا الى الجحيم". من جهتها اعلنت منظمة التجارة على لسان مديرها العام مايك مور امس انها ستعرض سلسلة من الاقتراحات على الدول النامية لتسهيل وصولها الى اسواق الدول الصناعية. وقال مور لوكالة فرانس برس "اتفقنا على التفاوض على تسهيل الوصول الى الاسواق للدول الاقل تقدماً". كما نفت منظمة التجارة اتهامات المنتقدين بأنها اداة في يد الدول الغربية المتقدمة والمؤسسات المتعددة الجنسيات. وقال مور في مقابلة اخرى اجرتها معه صحيفة "بانكوك بوست" نشرت امس ان "هذا شعار. يبدو جيداً كي يرسم على القمصان. الناس يقولون انه يجب الغاء منظمة التجارة العالمية الدولية كي تتحسن الامور. هذا مثل الذي يقول انه اذا ألغينا المستشفى لن يكون هناك مرضى آخرون". واوضح ان "العولمة ليست ايديولوجية وليست نظرية سياسية ولكنها تطور اقتصادي. احدى مشاكل منظمة التجارة انه يُنحى باللائمة علينا في كل تجاوز للرأسمالية وكل انتشار للنفايات السامة وكل شجرة تقطع". ومن المقرر ان يلتقي مور الذي يشارك في اعمال مؤتمر "اونكتاد" وزراء التجارة من دول نامية عدة لاجراء محادثات معهم في شأن التجارة الحرة. ويذكر ان المحادثات الوزارية لمنظمة التجارة في سياتل في كانون الاول انهارت بسبب الخلافات بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والاحتجاجات من الدول النامية التي تدّعي ان الغرب يضغط عليها للقيام بإصلاحات تجارية مكلفة. وقال مور ان منظمة التجارة تسعى الى تطبيق مجموعة من الاجراءات لمساعدة الدول الاقل نمواً، مشيراً الى ان تشجيع العولمة هو في مصلحة الدول النامية. واضاف ان الاجراءات المقترحة تشمل حرية دخول الصادرات من دون جمارك وزيادة المساعدات الفنية لتمكينها من المشاركة في التجارة العالمية.