تبدأ اليوم في الرياض محادثات سعودية - سودانية برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والرئيس السوداني عمر البشير يحضرها مسؤولون من البلدين، تشمل إضافة إلى العلاقة الثنائية الوضع في السودان والمستجدات على الصعيدين العربي والدولي. وأكدت مصادر ديبلوماسية سعودية ل"الحياة" أن البشير "سيُطلع القيادة السعودية على الوضع في السودان"، خصوصاً بعد الاجراءات التي اتخذها لتعليق الدستور واعلان حال الطوارئ، ما أعطى القرارات التي اتخذها الشرعية اللازمة،لافتة إلى أن القيادة السودانية إنما تفعل ذلك لإدراكها مدى "الحرص السعودي على وحدة التراب السوداني" وسعي الرياض الدائم لإحلال السلام هناك. وفيما استبعد سفير السعودية لدى السودان عبدالله الحارثي ان "تتطرق المحادثات الى عقد مؤتمر للمصالحة السودانية تحت رعاية السعودية على غرار مؤتمر الطائف"، قال سفير الخرطوم لدى السعودية سيد شريف ل"الحياة" ان بلاده "تقدر الدور السعودي في التوفيق بين أطراف النزاع"، واصفاً العلاقات بين البلدين ب"التاريخية والمتينة" وزاد أنها لم تنقطع وأن "الزيارات الرسمية ليست لوصل ما انقطع، بل لتعطير المكان بالبخور"، من أجل إعطاء العلاقة ما يليق بتطلعات الشعبين السوداني والسعودي. وفي الدوحة صرح وزير الخارجية السوداني عقب المحادثات التي جرت بين امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والبشير مساء الاربعاء الماضي بأن زيارة الرئيس السوداني للسعودية "خطوة في اطار عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين في جميع المجالات". وعن المبادرات المطروحة لإحلال السلام في السودان قالت مصادر سودانية مطلعة ل"الحياة" ان "الخرطوم مع المبادرات التي تهدف إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية" وأنها رفضت التعامل مع "ايغاد" عندما تدخّل "أصدقاء إيغاد" لتوجيه سير عملها، لكن "وبعد أن انتصرت الإرادة الإفريقية داخل ايغاد واستبعدت توجيهات الأصدقاء" أبدت الحكومة السودانية التعاون الذي من شأنه إنجاح مهمتها. وزادت ان "تعامل الخرطوم مع المبادرة المصرية الليبية" ينبع من كونها تسعى إلى الحفاظ على وحدة التراب السوداني إضافة إلى شموليتها، وتوقعت المصادر ذاتها أن "يطلع الرئيس البشير الملك فهد على الخطوات العملية بشأن إحلال السلام في السودان". وكانت الحكومة السودانية اتخذت عدداً من الاجراءات بهذا الخصوص واغلقت قبل ايام مقر "المؤتمر الشعبي العربي الاسلامي" مبررة ذلك بأن "المؤتمر اصبح مركزاً لإثارة المشاكل" ومأوىً لعناصر تعارض بلدانها. وعلمت "الحياة" أن الملك فهد سيكون في مقدم مستقبلي الرئيس البشير لدى وصوله الى مطار الملك خالد الدولي في الرياض اليوم، وسيقيم مأدبة عشاء تكريماً للرئيس السوداني، وتبدأ بعدها الجولة الاولى من المحادثات السعودية السودانية يحضرها عدد من المسؤولين في البلدين.