بحث خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز مع النائب الأول للرئيس السوداني السيد علي عثمان محمد طه أمس في العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها. في غضون ذلك قالت مصادر مطلعة في الخرطوم ان نائب الرئيس السوداني سيبحث في إستضافة الرياض مؤتمر المصالحة السودانية. واعلن حزب الامة المعارض ترحيبه "بإستجابة السعودية إستضافة أطراف النزاع وحرصها ورغبتها في إستقرار السودان ووحدته". وسلم علي عثمان إلى الملك فهد في الرياض رسالة من الرئيس عمر البشير. وقال السفير السوداني لدى المملكة سيد شريف احمد ل"الحياة" إثر اللقاء إن المسؤول السوداني نقل تحيات الرئيس عمر البشير وشكره السعودية لدعمها حكومته ومساندتها في المحافل الدولية. وإجتمع نائب الرئيس السوداني في وقت سابق مع ولي العهد السعودي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الامير عبدالله بن عبدالعزيز، ثم النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الامير سلطان بن عبدالعزيز. وكانت السعودية وافقت في وقت سابق على طلب قدمته جهات سودانية لإستضافة مؤتمر للمصالحة، مشترطة حضور كل الفصائل، وأن يقتصر دورالمملكة على تأمين المكان والحماية للمشاركين. وكان مصدر ديبلوماسي سعودي أكد ل"الحياة" أن "السودانيين مهتمون بمؤتمر المصالحة ويسعون بجدية الى عقده". واعتبر أن "هناك مساعي سودانية حثيثة لتقريب شقة الخلاف بين الاطراف لعقد مؤتمر المصالحة، وهناك رغبة لدى الغالبية في عقد هذا المؤتمر". وافادت "وكالة الأنباء السعودية" أن علي عثمان نقل إلى الأمير عبدالله رسالة من الرئيس السوداني، في حين قالت مصادر ديبلوماسية سعودية ل"الحياة" أن ولي العهد عقد مع طه إجتماعاً مغلقاً إستمر نحو نصف الساعة، ولم تستبعد أن تكون الرسالة الشفوية متعلقة بمؤتمر المصالحة، مذكرة ب"إهتمام المملكة وحرصها على وحدة التراب السوداني". ويرافق طه في زيارته التي تستمر ثلاثة أيام وزيرا المال الدكتور عبدالوهاب عثمان والطاقة الدكتور عوض الجاز ووزير الدولة في وزارة الخارجية على عبدالرحمن النميري. وذكرت مصادر في السفارة السودانية لدى الرياض ان طه سيعقد اليوم مؤتمراً صحافياً ثم ينتقل الى المدينةالمنورة ومكة المكرمة لاداء العمرة. من جهة أخرى، أوضح الامين العام لحزب الامة المعارض الدكتور عمر نورالدائم في بيان أصدره أمس أن "حزب الامة يرحب بإستجابة السعودية إستضافة أطراف النزاع في السودان". وإعتبر أن "المملكة مؤهلة للقيام بدور أساسي لمساعدة السودان في حل مشاكله خصوصا أن جميع أهل السودان يقدرون لها مواقفها ومساندتها لهم في التنمية والبناء ودرء الكوارث". وأضاف :"نرحب بهذا الدور الذي سيتكامل مع دور الأشقاء في مصر وليبيا ودول إيغاد من أجل التوصل الى حل سياسي شامل في السودان في القريب العاجل".