يلتقي اليوم فريقا الهلال والاهلي على ملعب الملك فهد الدولي في الرياض في المباراة النهائية لمسابقة كأس الملك عبدالعزيز لكرة القدم التي خرجت منافساتها الى النور للمرة الاولى هذا الموسم احتفالاً بالذكرى المئوية الاولى لتأسيس المملكة. وسيتنافس الفريقان على نيل كأس هذه المسابقة الغالية التي لن تقام مجدداً قبل مرور 100 عام، وتتساوى فرص الطرفين على الاصعدة الفنية والتدريبية والنفسية على رغم ان الاهلي يتزعم الكرة السعودية في الوقت الحالي. وعلى رغم ان المقابلة لم تبدأ بعد على الميدان، الا ان مباراة اخرى اشتعلت بين الصحف المؤيدة للهلال وتلك التي تميل الى الاهلي. واكدت "الصحافة الهلالية" اذا جاز التعبير، طيلة الاسبوع الماضي افضلية الاهلي للفوز باللقب مشيرة الى ان الفريق "الاخضر" قدم احسن العروض ولم يخسر ابداً هذا الموسم وهو الاقوى في الوقت الراهن. ودفعت هذه "الاشارات" صحافة الاهلي الى اتخاذ موقف مغاير تماماً مؤكدة على ان "الازرق" هو الاقرب لنيل الكأس لانه الافضل فنياً وبدنياً لتبدأ الحرب النفسية على الورق قبل دخول الملعب. ويملك الطرفان الحافز النفسي ذاته، فالاهلي يريد تأكيد زعامته الحالية للكرة السعودية، ويعلم تماماً ان فوزه بهذه الكأس التاريخية سيزيد من اسهمه كثيراً. في حين يعتبر الهلال ان نيلها سيكون بمثابة الدافع القوي على طريق عودته الى تحقيق الانتصارات واستعادة مكانته المرموقة ثم مصالحة جماهيره التي تغيبت عمداً عن حضور مباريات الدور نصف النهائي من تصفيات ابطال غرب آسيا. ويشير سجل المقابلات بين الفريقين إلى ان مبارياتهما شهدت دائماً تذبذباً في المستوي... اما ممتازة وممتعة أو اخرى هابطة وضعيفة فنياً ما يصعب معه التكهن بما سيقدمانه اليوم. ويرجح النقاد والمتابعون كفة الفريق الذي يحسن السيطرة على وسط الملعب، خصوصاً ان خطي الوسط في الفريقين يضمان قوى مؤثرة في مجريات أي لقاء. ولدى الهلال، صاحب الارض، كوكبة من النجوم في هذا الخط تحديداً في مقدمهم الخبير يوسف الثنيان ونواف التمياط ومحمد الشلهوب، اكتشاف الموسم الحالي، وخميس العويران وتركي القحطاني وعمر الغامدي. ولا يقل خط الاهلي قوة لأنه يضم المخضرم خالد مسعد والموهبة الفذة خالد قهوجي وابراهيم سويد والبرازيلي رودريغز. واللافت ان هناك تشابهاً عجيباً بين ادوار لاعبي الوسط في الفريقين، فمسعد يلعب دور المايسترو وهو نفس دور الثنيان. وينطبق الأمر ذاته في منطقة المحور بالنسبة للعويران ورودريغز، وأيضاً بالنسبة للاعسرين قهوجي وشلهوب وان كان الاول يتفوق بقدرته الفائقة على التسجيل اذا ما كان "المزاج عال العال". ومثلما يعاني الاهلي من ثغرات دفاعية تتمثل في تواضع اداء عبدالحميد الخيبري على رغم وجود شلية وعبدالله سليمان وحسين عبدالغني، فإن الهلال أيضاً يشكو من ثغرة واضحة بين متوسطي الدفاع عبدالله شريدة وأحمد خليل فضلاً عن ان الظهير الايسر محمد لطف كثيراً ما "يسرح" الى أمام تاركاً مركزه الاساسي مرتعاً لمهاجمي الفريق المنافس. لكن الدفاع الهلالي يتميز بوجود "الماتادور" احمد الدوخي الذي يذكر السعوديين كثيراً بالظهير الالماني السابق بريغل الذي قيل عنه ذات مرة ان له ثلاث رئات. وسيكون هجوم الهلال خطيراً اذا ما بقي سامي الجابر بجوار "المدفعجي" عبدالله الجمعان داخل منطقة جزاء الاهلي، وترك صناعة اللعب ليوسف الثنيان في مركزه الجديد، الذي لم يعرف بعد اذا ما كان يشغله برغبته ام انه مجبر على ذلك من قبل مدربه، خصوصاً وانه لم يعد مهاجماً يهز الشباك كما عرف عنه في السابق. ولم تتضح الصورة حتى الآن حول مشاركة سيرجيو محترف الهلال الجديد الذي كان ممتازاً عندما لعب للأهلي الموسم قبل الماضي، كذلك الكويتي جاسم الهويدي الذي يشارك منتخب بلاده حالياً في تصفيات امم آسيا ويسجل اهدافاً بالجملة. في المقابل يملك الاهلي هجوماً نارياً يتكون من الكولومبي الكاتو وطلال المشعل، وهما سجلا وحدهما حتى الآن في الدوري اكثر من نصف اهداف الفريق التي بلغت 46 هدفاً. واذا لم يخضعهما مدرب الهلال الروماني يوردانيسكو الى الرقابة الصارمة سيشكلان حتماً ازعاجاً مستمراً للمنطقة الدفاعية الزرقاء. وستشهد المباراة النهائية ذاتها، مواجهات اخرى بين ظهير الهلال الايمن أحمد الدوخي الذي لا يمل ولا يكل من التقدم وظهير الاهلي الايسر حسين عبدالغني الذي يقوم بالشيء ذاته، وبين يوسف الثنيان وخالد قهوجي في فنون المراوغة و"التغزيل والترقيص"، وبين عبدالله شريدة والكاتو في الخشونة المتعمدة احياناً. وخارج حدود الملعب ستكون هناك مباراة فنية قوية بين يوردانيسكو والبرازيلي زاناتا مدرب الاهلي، ومن سيستطيع قراءة المباراة سريعاً سيملك اوراق الفوز. ويتميز الاول بقدرته علي اجراء التبديل الجيد في الزمان والمكان المناسبين، وهي صفة لا يملكها الثاني الذي يتفوق بالتنظيم الممتاز للاعبيه داخل الميدان.