في عام 1992 سطر الهلال باكورة انجازات الأندية السعودية على مستوى القارة الصفراء بتتويجه ببطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بجيل ذهبي امتد لسنوات كان يحوي الفيلسوف يوسف الثنيان وبدايات الغشيان وأبو اثنين وبعض النجوم كالعواضي وجازع والمنصوران الأحمد والموينع وخلفهم الحارس العملاق الخلوق خالد الدايل الذي كان له دور ملموس في المباراة النهائيه لتمكنه من صد ضربتي ترجيح أمام استقلال ايران آنذاك ، وتوالت بعدها الإنجازات الآسيوية والعربية عشر سنوات متتالية كان فيها وهج الهلال قارياً مستمر فحصل بعدها على كأس الكؤوس الآسيويه موسم 1997 أمام عملاق اليابان ناغويا غرامبوس ايت 1/3 أتبعها بداية الموسم الموالي بكأس السوبر من فم بوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي بفوز بالرياض بهدف الأسطورة الجابر على طريقة مثله الأعلى ماركو فان باستن ، حتى أصبح الهلال أول فريق يجمع بطولات الإتحاد الآسيوي الثلاث ، ومن أقوى الأقطاب الآسيوية إيراناليابان كوريا الجنوبية ، عاود الكرة سنة ال 2000 مع بداية قرن جديد ففاز بكأس الأندية الأبطال مجدداً على عملاق ياباني آخر يدعى جابيللو ايواتا فقلب تأخره 2/1 الى فوز 2/3 بهاتريك البرازيلي سيرجيو وبإبداع مبهر من الجابر ملهم الهلال آسيوياً والقائم بأعماله ، ثم توج ثانيةً بلقب كأس السوبر أمام العملاق الياباني الثاني شيموزو بولسه ذهاباً 1/2 وتعادل بالرياض 1/1 بتشكيله جميله تمثلت بالفتى الذهبي نواف التمياط والشلهوب والغامدي والرائع الكاتو بيريز والدوخي والدعيع والبقيه، بعدها بسنتين فاز بكأس الكؤوس الآسيوية للمرة الثانية 2002 ، فسجل الهلال رقماً قياسياً لم يتحطم إلى الآن وهو الفوز بست بطولات قارية بفترة زمنيه وجيزة ارتبطت بجيل مميز صنع تاريخ الهلال الذهبي قارياً بمواهبهم وعنفوانهم . ماذا بعد ذلك : عشر سنوات مضت على آخر تتويج هلالي وهذه الفترة تعتبر طويلة على فريق تعود الذهب ولكن لا تنطوي تحت مسمى ( العقدة ) لأن ريال مدريد في أوروبا توقف نفس الفترة ولم يسبقه أحد بالألقاب ولنا في أوروبا المثل الأعلى كروياً . لا شك أن أكبر عامل غيب ملك القارة عن عرشه الآسيوي هو افتقاده للنجوم من عينة الثنيان والجابر والغشيان وابو اثنين ونواف والتيماوي والدعيع والدوخي والعويران والرشيد بخلاف الأجانب ليتانا وبصير والكاتو وسيرجيو وغيرهم . لن أتحدث عن المدربين الذين توجو بتلك الإنجازات ( عذراً سيدنهو عذراً اوسكار عذراً بلاتشي عذراً يوردانيسكو ) فالهلال صنع مدربين أقل منكم ( خوان كارلوس جوبير باكيتا كندينيو ) حالياً : بالأمس كشر عن أنيابه زعيم القارة ودك مرمى ممثل الإمارات بني ياس بسبعة أهداف معيداً للذاكرة نتائجه التاريخية في التسعينات آسيوياً أمام عربي الكويت 0/6 ونصر عمان 0/5 بشوط واحد ، سقت هذه الأمثلة لأصل لهدف في هذا السياق وهو أن نوعية اللاعبين التي تجلب اللقب القاري غير موجودة منذ فترة ، وإلى لما خرج من أم صلال قطر أو وحدة الإمارات مع احترامي لهم ، عموماً انتهى الموسم وكانت ليله رائعة بوداع النجم اسامه هوساوي والذي سيترك فراغاً كبيراً برحيله لإندرلخت البلجيكي العريق. قدم الهلال لوحة فنيه مطرزة بعدد وافر من الأهداف لكن ، هل ذلك كافي للفتك بفرق يابانيه وكوريه كما كان الهلال يفعل سابقاً اعتقد أن الهلال الحالي جيداً ولكن ليس بالقوة التي تمكنه من ترويض فرق الشرق القويه . ماذا يحتاج لذلك ؟ فقط عدة أمور بسيطة لا بد أن يفعلها مسيروا الهلال لتكتمل قوته وتهابه جميع فرق القارة : أولاً : الغاء عقد المدرب الحالي ، اشكره على جهده ولا الومه : ليس لديه عناصر كالثنيان والجابر والبقيه ، والا كان قد صنعه الهلال كما السابقين . ثانياً : الإبقاء على السويدي ولهامسون والهرماش . ثالثاً : تسريح اللاعبان يوسف العربي والكوري رغم السوبر هاتريك ، رابعاً : محاولة استرجاع النجم ياسر القحطاني . خامساً : احضار مدافع اجنبي بديلاً لهوساوي وأيضاً صانع العاب متمكن . أعتقد هذا ما يحتاجه الهلال لكي يتسنى له المنافسة آسيوياً عن قرب مع ازدياد خبرة العابد والدوسري ووهج الفريدي وعودة عزيز الدوسري واكتشاف الفرج في الظهير الأيسر ، أما استمرار الفريق بالأسماء الموجودة حالياً فلا اعتقد أن زعيم القارة سيذهب بعيداً في البطوله بل قد يخرج من الدور القادم ، حتى لو نفذت الإدارة الشروط الخمسة قد يخرج من الأربعة أو يخسر النهائي فيجب الصبر لأن الكرة علمتنا ذلك ، تشلسي والذي توج للتو بدوري الأبطال كان يحاول ويناضل منذ موسم 2000 هاهو يجني ثمار الصبر بتتويجه رغم قوة الريال والبرسا وميونخ . الآن فترة راحة بعد موسم شاق ومضني يعتبر جيداً بالتتويج بكأس ولي العهد والتأهل لدور الثمانية في المسابقة القارية ، فالوقت يسعف الهلال لمحاولة تغيير ما يلزم تغييره قبل استئناف البطولة الآسيوية إن أراد الذهاب بعيدا في المسابقة القارية الصعبة. في النهاية : أبارك للممثلينا الهلال والإتحاد والأهلي التأهل ، وأبارك للاتفاق تأهله لنفس الدور ( الثمانية ) في كأس التحدي الآسيوي.