جدد رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو دعم بلاده جهود الأممالمتحدة لإنهاء نزاع الصحراء. وقال في خطاب أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ: «دعونا نترك الأمر للأمم المتحدة للتحكيم في هذا النزاع»، مضيفاً أن مدريد «تدعم وتحترم كافة مبادرات الأممالمتحدة»، في إشارة إلى صيغة الحل السياسي الذي يتبناه مجلس الأمن عبر الدعوة إلى استئناف مفاوضات «واقعية وجدية» بين أطراف النزاع. وأكد المسؤول الإسباني الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي منذ مطلع العام الجديد، أن مدريد تولي أهمية بالغة لناحية إقامة علاقات استراتيجية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، في ضوء الإعداد لأول قمة من نوعها تستضيفها غرناطة في آذار (مارس) المقبل، بعدما منح الاتحاد صفة «الوضع المتقدم» للرباط. وشدد على الخيار الأوروبي الداعي إلى تعزيز «علاقات الجوار» مع دول الجوار الأوروبي في الضفة الجنوبية للبحر المتوسط. بيد أن مصادر ديبلوماسية في الرباط رأت في التوجه الإسباني تحولاً نوعياً، بخاصة على صعيد الانشغال بالوضع الأمني وتنامي الإرهاب في منطقة الساحل جنوب الصحراء في ضوء تعرض رعايا إسبان الى الاختطاف. وأبدت مدريد تطلعاً لقيام تعاون أوروبي - أميركي في هذا النطاق. إذ من المقرر عقد قمة أوروبية - أميركية إلى جانب حوار أوروبي مع بلدان أميركا الجنوبية لتنسيق المواقف وتعزيز مجالات التعاون. ويعوّل المغرب على التئام القمة الأولى التي تجمعه وبلدان الاتحاد الأوروبي من أجل توسيع مجالات الشراكة السياسية والاقتصادية ودعم موقفه في البحث عن حل نهائي لقضية الصحراء. وذكرت مصادر رسمية أن هذه الرهانات كانت محور محادثات أجراها وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير في باريس أول من أمس. وقال ناطق باسم الخارجية الفرنسية إن الوزيرين المغربي والفرنسي بحثا في قضية الصحراء والوضع الأمني في منطقة الساحل وملف غينيا الاستوائية، بخاصة بعد رحيل رئيس المجلس العسكري داديس كامارا عن الرباط في اتجاه بوركينا فاسو بعد تلقيه العلاج في المستشفى العسكري إثر إصابته في رأسه خلال محاولة اغتيال. وأبدت باريس وواشنطنوالرباط حرصاً متواصلاً لضمان انتقال السلطة في غينيا بعد إبرام اتفاق واغادوغو لبدء فترة انتقالية يصار بعدها الى تنظيم انتخابات بعد ستة أشهر. وسبق لمسؤولين فرنسيين وأميركيين أن تمنوا على المغرب بقاء النقيب كامارا. إلا أن الرباط تركت له خيار الذهاب إلى بوركينا فاسو. وفيما بات ينظر الى الدور الذي يضطلع به المغرب في غرب أفريقيا وبلدان الساحل كمحاور مقبول، تمنى السفير الأميركي في الرباط الديبلوماسي صامويل كابلان المقرب من الرئيس باراك أوباما على المغرب القيام بجهود مضاعفة في التعاطي وأزمة الشرق الأوسط. وقال: «في إمكان المغرب بلد اللقاء والتسامح والانفتاح أن يساهم إلى جانب الولاياتالمتحدة في تسوية النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني». ورأى أن وضع المغرب يؤهله كنموذج لمواصلة المجهودات بهدف «إيجاد أرضية للتفاهم بين الفلسطينيين والإسرائيليين». وأضاف أن الرئيس أوباما «يؤمن بقوة بحل الدولتين» ويسعى إلى انخراط واشنطن «من جديد وبقوة» في مسلسل السلام على أسس دائمة وشاملة. وكان الرئيس أوباما تمنى على العاهل المغربي الملك محمد السادس، باعتباره رئيس لجنة القدس المنبثقة عن المؤتمر الإسلامي، معاودة جهود بلاده في تقريب وجهات النظر والقيام بدور نشط في عملية المفاوضات.