ذكرت مصادر رسمية في الرباط ان الجيش الجزائري اعتقل منشقين عن جبهة "بوليساريو" كانوا يعتزمون العودة الى المغرب عبر الحدود الشرقية مع الجزائر. وقالت "وكالة الأنباء المغربية" ان شهوداً رووا تفاصيل العملية التي جرت في الثامن من كانون الاول ديسمبر الجاري، حين حاول المنشقون الذين ينتمي بعضهم الى قبائل الرقيبات، كبرى القبائل الصحراوية، الفرار من ثكنة عسكرية في ولاية تلمسان حيث كانوا يتلقون تداريب عسكرية. إلا أن دورية للجيش تمكنت بالتعاون مع وحدة من قوات الدفاع الذاتي من اعتقالهم إثر شكوك في تحركاتهم. وقالت المصادر انهم اقتيدوا الى قاعدة عسكرية في بني سعيد. وعلى رغم ان لجوء منشقين عن "بوليساريو" الى المغرب أصبح أمراً عادياً منذ فترة طويلة، فإن ارتباط محاولة فرار هؤلاء بتلقي تدريبات عسكرية يحمل على الاعتقاد في جدية الدعوات الصادرة عن قيادة الجبهة بمعاودة حمل السلاح في حال استمرار المأزق الذي يعتري خطة التسوية التي ترعاها الأممالمتحدة. وقالت المصادر ان المغرب قدم "ايضاحات كافية" لموقفه من تطورات قضية الصحراء الى مساعد وزيرة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا ادوارد ووكر الذي زار المغرب أول من أمس واجرى محادثات مع العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس الوزراء عبدالرحمن اليوسفي ووزير الخارجية محمد بن عيسى. وتؤكد تلك الايضاحات ان المغرب ما زال ملتزماً تنفيذ خطة الاستفتاء، وان اقتراحه اجراء حوار مباشر مع "بوليساريو" في نطاق سيادته على الصحراء هدفه "تجاوز المأزق الراهن". وكان الملك محمد السادس رأس قبل أيام اجتماعاً ضم المسؤولين عن ملف الصحراء لاعداد تصورات سيقدمها المغرب الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان قبل حلول نهاية شباط فبراير المقبل، تاريخ نهاية الولاية الراهنة لبعثة "المينورسو" في الصحراء. الى ذلك افاد مصدر رسمي أ ف ب ان المغرب والولايات المتحدة قررا الاثنين تشكيل "لجنة مشتركة على مستوى عال" تجتمع سنوياً على الصعيد الوزاري في واشنطن او الرباط لدفع التعاون بين البلدين. ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن وزارة الخارجية المغربية بيانا جاء فيه ان الوزير بن عيسى وادوارد ووكر وقعا اتفاقاً في هذا الصدد. واضاف البيان ان الطرفين تطرقا خلال حفلة التوقيع الى "سبل تعزيز وتنشيط التعاون بين المغرب والولايات المتحدة".