يوجه العاهل المغربي الملك محمد السادس الجمعة خطاباً إلى الشعب المغربي في مناسبة ذكرى «المسيرة الخضراء» التي زحف فيها 350 ألف مغربي في اتجاه الصحراء في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) 1975، على خلفية إقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي بوجود روابط بيعة بين السلطة المركزية وسكان المحافظات الصحراوية. وتوقعت المصادر أن يعرض محمد السادس آخر تطورات قضية الصحراء ورهان بلاده على منح الإقليم حكماً ذاتياً موسعاً تطالب فاعليات سياسية بدخوله حيّز التنفيذ في إطار ما يعرف ب «النظام الجهوي» الذي يهدف إلى توسيع خيار اللامركزية في المملكة. في غضون ذلك، رحّب وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إيفان لويس باقتراح المغرب مبادرة التسوية، مؤكداً أن بلاده تدعم جهود الموفد الدولي كريستوفر روس لإنهاء النزاع. وأعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن أملها في معاودة فتح الحدود المغلقة بين المغرب والجزائر، وقالت في مقابلة بثها التلفزيون المغربي ليل الثلثاء. إن واشنطن «يحدوها الأمل في فتح الحدود في المنطقة المغاربية من أجل تفاهم إقليمي أفضل وتعاون اقتصادي يعود بالنفع على شعوب المنطقة». وأضافت: «حين ننظر إلى منطقة شمال أفريقيا والمغرب نجد أنها تزخر بمؤهلات كبيرة، من شأنها أن تضمن تحقيق نجاح اقتصادي». وتزامنت دعوة الوزيرة كلينتون مع تزايد نداءات الرباط من أجل معاودة فتح الحدود وتطبيع العلاقات إيجاباً مع الجزائر. فيما لاحظ مراقبون أن حدة التصعيد بين البلدين تراجعت بعض الشيء. وتجلى ذلك في تصديق اللجنة الرابعة (تصفية الاستعمار) للجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار حول الصحراء اتخذ بالإجماع، فيما كان السجال يرتدي في السابق طابع المواجهة المحتدمة بين ديبلوماسية البلدين كلما نوقش هذا الموضوع. ورأت مصادر ديبلوماسية في كلام الوزيرة كلينتون حول عدم حدوث تغيير في الموقف الأميركي حول نزاع الصحراء تطوراً لجهة إمكان القيام بمساعي لتخفيف التوتر في المنطقة، في ضوء انشغالات واشنطن بتنسيق جهود العواصم المغاربة في الحرب على الإرهاب والتصدي لتهديدات تنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي، كون هذا الأمر يحظى بالأولوية. لا سيما أن رئيسة الديبلوماسية الأميركية ربطت بين استمرارية مواقف واشنطن منذ ولاية الرئيس بيل كلينتون مروراً بولاية جورج بوش ثم الرئيس باراك أوباما. وقالت: «أنا جد مسرورة أن علاقاتنا مع المغرب تعود الى أكثر من 220 سنة»، مضيفة أن الأمر يتعلق بأعرق علاقة في العالم «لم يسبق لها أن توقفت ولم تشهد أية صعوبات»، ورأت أن إبرام اتفاق التبادل الحر بين واشنطنوالرباط «يعتبر مثالاً حداثياً لهذه العلاقات العميقة والواسعة جداً». ولمّح مسؤولون مغاربة إلى أن هناك توجهاً لمعاودة تفعيل الاتحاد المغاربي، في ضوء صدور دعوات أوروبية وأميركية لإقامة تكتل سياسي واقتصادي في المنطقة يصبح محاوراً للشركاء الأوروبيين والأميركيين في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية. وقال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري بهذا الصدد إن الدول المغاربية الخمس «كانت حاضرة في منتدى المستقبل، وحاولت إظهار خصوصيات المنطقة المغاربية التي لا يمكن مقارنتها بما يحدث في مناطق أخرى»، مؤكداً وجود إرادة لتكثيف التعاون والتبادل. لكنه استدرك أن هناك «صعوبات تعيق الاندماج المغاربي»، في إشارة الى تداعيات نزاع الصحراء وجمود آليات الاتحاد المغاربي. على صعيد آخر (أ ف ب) ألح المغرب على «المغادرة الفورية» لديبلوماسية سويدية بعد اتهامها بنقل وثائق رسمية مغربية الى «عناصر انفصالية على علاقة بالجزائر وبوليساريو»، بحسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية المغربية. وأوضح البيان ان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري استدعى سفير السويد في الرباط مايكل أودفالد وأبلغه ان «المستشارة في السفارة السويديةبالرباط آنا بلوك مازويير أخلّت بالأعراف الديبلوماسية في شكل كبير وارتكبت خطأ مهنياً غير مقبول». وأكد سفير السويد في الرباط طلب ترحيل آنا بلوك مازويير.