ب غداد، واشنطن - أ ف ب، رويترز - أعلن ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أن "الانتهاكات" العراقية لمنطقتي الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه "تزايدت في الأسابيع الأخيرة". لكن الأميرال كريغ كيغلي الذي قال ذلك رداً على سؤال عن تزايد "التحديات" العراقية ضد الطائرات الأميركية والبريطانية التي تفرض منطقتي الحظر الجوي، لم يربط هذا التصعيد برفض بغداد الخميس عودة مفتشي نزع السلاح. وقال الناطق: "لا اعتقد ان هناك علاقة، وأقول ذلك استناداً إلى تزايد تحدياتهم طائرات التحالف الذي سبق" تأكيد نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان الخميس رفض بغداد "عودة الجواسيس". ونددت الولاياتالمتحدة بهذا الموقف، معتبرة أنه لا يؤدي سوى إلى عرقلة الجهود الآيلة إلى رفع العقوبات الدولية عن العراق. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جو لوكهارت: "على العراق أن يختار، فهو يريد زوال العقوبات المدمرة، لكن محاولة املاء الشروط التي يجب أن تلتزمها قوة هيئة مراقبة نزع الأسلحة انموفيك أو من سيدير هذه القوة، لن تؤدي سوى إلى ابقاء هذا الوضع". وكانت "وكالة الأنباء العراقية" الرسمية نقلت عن رمضان قوله: "لا عودة لما يسمى لجان التفتيش، لأننا نرفض دخول الجواسيس تحت هذا الغطاء. هذا القرار وضعت خطوطه العريضة أميركا لتحقيق أهدافها العدوانية ضد العراق". ودعا رئيس المفتشين الدوليين الجديد، السويدي هانز بليكس، الذي سيتسلم مهماته في الأول من آذار مارس العراق إلى الموافقة على عمليات تفتيش جديدة لرفع الحظر الاقتصادي المفروض عليه منذ 1990. "لم يتصرف كجاسوس" إلى ذلك، أشادت بغداد أمس بمنسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في العراق، هانز فون سبونيك، لدعوته إلى رفع الحظر. وكتبت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم: "لو ان سبونيك تصرف كجاسوس، كما فعل بعض مفتشي اللجنة الخاصة اونسكوم مثل ريتشارد بتلر ورالف ايكيوس الرئيسين السابقين للجنة، لما نال ما ناله من استياء أميركي". معروف أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا الأكثر تشدداً حيال العراق، انتقدتا بشدة سبونيك، لإشارته إلى ضرورة رفع العقوبات. واعتبرت الصحيفة ان سبونيك "ينشر آراء شخصية لا تتعلق بعمله عندما يتحدث عن تردي الأوضاع الصحية أو الغذائية في العراق". وفي مقابلة أجرتها شبكة "سي. ان. ان" الأميركية الاثنين الماضي، دعا الألماني سبونيك الذي عين في أيلول سبتمبر 1998 إلى رفع العقوبات، وانتقد برنامج "النفط للغذاء" الذي بوشر بتطبيقه نهاية عام 1996، معتبراً أنه "لا يكفي لسد الحد الأدنى من حاجات" الشعب العراقي. وكتبت الصحيفة: "هذه ليست المرة الأولى التي يدلي فيها سبونيك بهذا النوع من التقويم، ولهذا السبب لم يحظَ برضا الولاياتالمتحدة وبريطانيا اللتين عارضتا تثبيته في منصبه". ويشرف سبونيك على تطبيق برنامج "النفط للغذاء" الذي يسمح للعراق ببيع كميات محدودة من نفطه في مقابل الحصول على منتجات أساسية لتحسين الظروف المعيشية لمواطنيه.