حض الرئيس محمد خاتمي جميع الايرانيين على المشاركة بكثافة في الانتخابات البرلمانية المقررة في 18 شباط فبراير المقبل. ووسط المراهنة الأميركية على نتائج هذه الانتخابات وانعكاساتها على فرص التقارب بين طهرانوواشنطن، رأى خاتمي ان الانتخابات المقبلة ستكون استمراراً لخط الثورة الاسلامية 1979 التي يحتفل اليوم بذكراها ال21. وأضاف انه اذا أراد الشعب الايراني ان يدرك منجزات الثورة فعليه المشاركة الواسعة في الانتخابات. وحرص خاتمي على التركيز من مرقد الامام الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية على ان المشاركة الواسعة ستكون دليلاً على الارتباط مع المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي وستشكل تأييداً ودعماً للحكومة وستزيد في رقي وعزة ايران وشعبها. واثنى خاتمي على جهود اللجان الانتخابية في وزارة الداخلية والمجلس الدستوري، ورأى عدم وجود ما يمنع عن المشاركة بكثافة حتى لو كان هناك بعض الجوانب التي تثير الأستياء بالنسبة الى بعض القوى السياسية… وذلك في اشارة الى رفض ترشيحات نحو سبعمائة شخص من أصل نحو سبعة آلاف مرشح واذا كانت استهدافات مواقف خاتمي قد طالت الداخل والخارج معاً فان وزارة الخارجية الايرانية ردت بشكل مباشر على مواقف وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت التي أعلنت فيها متابعة واشنطن عن قرب لنتائج الانتخابات البرلمانية. وقال الناطق باسم الخارجية حميد رضا آصفي ان هذه الانتخابات هي شأن داخلي بحت، وان وجود الآراء والأفكار والرؤى المتفاوتة دليل على الحرية ومأسسة الديموقراطية في ايران. وفي اشارة الى اولبرايت من دون تسميتها رأى آصفي ان بعض الأطراف والأشخاص ينظرون بسطحية الى الانتخابات المقبلة ما يظهر عدم معرفتهم بالمجتمع الايراني، وان مثل هذه المواقف تعتبر تدخلاً في الشؤون الداخلية لا يمكن قبوله أبداً. وسط هذا التجاذب دخل عبدالله نوري وزير الداخلية السابق على خط الانتخابات ليدعو الناخبين من سجنه الى المشاركة الواسعة في الانتخابات والتصويت لصالح التيار الاصلاحي. ودعا نوري الى عدم التصويت له، بعدما تم الطعن بصلاحيته للترشح من قبل المجلس الدستوري ذي الغالبية المحافظة وبالمقابل صعد المحافظون حملتهم ضد تاج زادة رئيس اللجان الانتخابية في وزارة الداخلية بسبب استقباله أخيراً السفير الالماني في طهران. ورأى المحافظون ان هذا اللقاء الذي يتزامن مع التحضيرات للانتخابات ليس له تبرير منطقي، وطالبوا بنشر محضر اللقاء في وسائل الاعلام. ورأى عسكر اولادي رئيس جمعية المؤتلفة محافظ ان الدول الغربية تريد التدخل في شؤون ايران الداخلية بحجة تطوير الديموقراطية. وردت وزارة الداخلية بأن اللقاء حصل بطلب رسمي من وزارة الخارجية الايرانية وبحضور ممثل عنها، ونفت ما ذهب اليه المحافظون من التحذير بوجود طلب اوروبي لإرسال مراقبين من الاتحاد الاوروبي للاشراف على الانتخابات. وأشارت الوزارة الى لقاءات اخرى مع عددٍ من السفراء الأجانب تم خلالها عرض نظرات ايران بشأن الانتخابات. وفي اطار الحملات الانتخابية ايضاً سجل هجوم عنيف استهدف حركة حرية ايران الليبرالية والقوى القومية، اذ اعتبر علي اكبر محتشمي انه اذا عادت حركة حرية ايران بزعامة ابراهيم يزدي الى الساحة فستعمل على اعادة الديكتاتورية. اما حسن روحاني فرأى ان تلك القوى ليست وطنية او دينية، وانها زرعت خنجراً في ظهر النظام الاسلامي اثناء الحرب العراقية - الايرانية. واعتبر رجل الدين البارز تقي مصباح يزدي محافظ ان الصحافة الاصلاحية حرّفت موقفه بشأن تلقي بعضها مبالغ مالية من الاستخبارات الاميركية". وأوضح انه لم يقل ان الرئيس السابق لل"سي. آي. ايه زار ايران بصفة سائح وبيده جعبة دولارات اعطاها الى بعض الصحافيين وانما كان يضرب مثالاً عن امكان حدوث مثل هذا الأمر في اطار ارتباط واشنطن "بعملائها في الداخل".