} تعهدت أسرة المصري شريف الفيلالي المتهم في قضية التجسس لمصلحة اسرائيل تقديم أدلة ووثائق إلى المحكمة لتبرئته. وعقد والد ووالدة المتهم مؤتمراً صحافياً نفيا فيه تورط ابنهما في أعمال مخالفة للقوانين المصرية، مؤكدين أن ابنهما كان وسيطاً لصفقة اسلحة. وذكرت الأم أنها سلمت الرئاسة المصرية وثائق أوردت فيها تفاصيل دقيقة عن القضية "حتى تتدخل لوضع حد للإجراءات التي تتخذ ضد ابنها". اعتبرت اسرة المهندس شريف الفيلالي المتهم في قضية التجسس لحساب اسرائيل أن الهدف من القضية "إبعاد الابن عن ممارسة نشاط يتعلق بتجارة الأسلحة". وقال والد المتهم السيد فوزي الفيلالي وزوجته السيدة سهير الفيلالي في مؤتمر صحافي عقداه امس، انهما سيقدمان الى المحكمة ادلة ووثائق تثبت براءة ابنهما. وأكدا ان المتهم الثاني في القضية الروسي غريغوري جيفنيس الذي سيحاكم غيابياً "مجرد متشرد حاول النصب على ابنهم". وكانت السلطات المصرية كشفت الاسبوع الماضي وقائع القضية. وذكرت ان جهاز الاستخبارات العامة ابلغ نيابة أمن الدولة معلومات عن نشاط الفيلالي، فقبض عليه في 27 ايلول سبتمبر الماضي في منزل اسرته في ضاحية مصر الجديدة. ثم خضع لتحقيقات انتهت الى اتهامه ب"التخابر مع دولة اجنبية بغرض الاضرار بالمصالح القومية للبلاد". كما وجهت النيابة الى المتهم الروسي الفار تهمة "الاشتراك بطريقة الاتفاق مع المتهم الاول في ارتكاب جريمة التخابر وتقديم الرشوة الدولية بغرض ارتكاب عمل ضار بالمصالح القومية للبلاد". وأحال النائب العام المستشار ماهر عبدالواحد قبل ايام القضية على المحكمة. وينتظر ان يحدد رئيس محكمة استئناف القاهرة المستشار وحيد محمود في غضون أيام إحدى دوائر محكمة امن الدولة العليا ليمثل المتهمون أمامها. وروى الاب والام معلومات عن عملية القبض على ابنهما تخالف تلك التي وردت في ملف القضية. واكدا ان الابن قبض عليه في الاسبوع الاول من شهر ايلول سبتمبر في مطار القاهرة لحظة وصوله من اسبانيا، واخضع لتحقيقات على ايدي رجال الاستخبارات عن نشاطه في اسبانيا، خصوصاً رغبته في ممارسة تجارة الاسلحة. وذكر الاب ان شريف الفيلالي كان تلقى عرضاً من المتهم الروسي جيفنيس وآخرين بشراء اسلحة مصرية يريد الجيش المصري التخلص منها، وأنه توجه الى السفارة المصرية في مدريد وابلغ المسؤولين فيها نيته دخول الصفقة وامكان السماح له بالمشاركة فيها، فطلبوا منه عرض الامر على جهاز الاستخبارات. لذلك عاد الى القاهرة حيث وجد رجال الاستخبارات في انتطاره في المطار. واضاف الاب ان ابنه اطلق في اليوم نفسه بعدما ابلغ بانه سيتم استدعاؤه عند الحاجة. وبعد ثلاثة ايام طلب منه مسؤولو الاستخبارات التوجه اليهم ومعه جهاز الكومبيوتر الشخصي. وفحص هؤلاء الجهاز في حضوره وعثروا فيه على رسالة من جيفنيس يستفسر فيها عن سبب انقطاع الاتصالات بينهما. ورأى الاب ان السلطات فسرت العبارة وكأنها "تعني ان المتهم الروسي خشي ان يكون شريف الفيلالي وقع في قبضة السلطات المصرية في حين ان العبارة يمكن ان تفسر ايضا على انها تعني ان صديقاً يحاول الاطمئنان الى صديقه، خصوصاً إذا كانا اتفقا على اداء عمل معين". وشدد الاب على أن المتهم الروسي "مجرد نصاب ومتشرد تعج مدينة مايوركا بمئات منهم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. ووجد مثل هؤلاء العودة الى روسيا غير مجدية فبحثوا عن عمل في الخارج". وذكر انه سافر مع زوجته الى اسبانيا مرتين وشاهدا المتهم الروسي هناك مع ابنهما. وعن التحقيقات في معلومات عن رغبة ابنهما في التعرف على التعديلات التي أدخلتها مصر على بعض الاسلحة، أكد الأب أنه يملك مستندات تثبت أن الابن لم يكن سوى وسيط في صفقة تتعلق بأسلحة مصرية. وذكر أن بعض الصحف نشرت إعلانات عن زوارق مصرية معروضة للبيع. واستغرب الأب ما حدث في التحقيقات عن اتهام ابنه بجمع معلومات عن مشروع توشكى وجدواه الاقتصادية. وقال إن ابن شقيقه واسمه الدكتور سامي الفيلالي، وهو وكيل وزارة الزراعة، أمد الابن بمعلومات موجودة على انترنت عن المشروع واعطاه كتاباً أصدرته الوزارة عن توشكى، وذكر أن ابنه ظل يتردد حوالى شهر على مقر الاستخبارات العامة، وان المسؤولين في الجهاز طلبوا منه كتابة تقارير عن كل شيء في حياته، وانه كان يروي لأفراد أسرته ما حصل معه. وذكر لهم ان التركيز في التحقيقات كان على موضوع تجارة الاسلحة. واعتبر الأب ان "عصر التجسس" بالطرق التقليدية انتهى. وأشار الى أن اسرائيل لها سفارة في القاهرة، وأن المعلومات عن الانشطة الاقتصادية والعسكرية متوافرة على شبكة انترنت. ووصف ابنه بأنه وطني ويكره اليهود. وتساءل: "اذا كان عمل جاسوساً فلماذا ظل مقيماً في الخارج؟ ولم يكن يتردد على مصر إلا لفترات بسيطة لمجرد رؤية أهله؟". وفي نهاية المؤتمر ناشدت الأم الرئيس حسني مبارك التدخل لوقف الاجراءات التي اتخذت في حق ابنها، وأشارت الى أنها سلمت مذكرة الى قصر عابدين الرئاسي والى النائب العام.