بدت العلاقات المصرية - الإسرائيلية مرشحة لان تزداد سوءاً، فبعد أيام قليلة من قرار الرئيس حسني مبارك استدعاء السفير المصري في تل أبيب احتجاجاً على الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، أحال النائب العام أمس مواطناً مصرياً وآخر روسياً على محكمة أمن الدولة العليا بتهمة التخابر لمصلحة جهاز الاستخبارات الاسرائيلي موساد. فاجأت السلطات المصرية إسرائيل بالاعلان عن قضية تجسس جديدة إذ احال النائب المستشار ماهر عبدالواحد كلاً من المواطن المصري شريف فوزي محمد الفيلالي 34 سنة ويعمل مهندساً مدنياً معتقل والروسي جريجوري جيفنس فار على محكمة أمن الدولة العليا طوارئ لمحاكمتهما بتهمة التجسس لمصلحة إسرائيل. ووجهت نيابة أمن الدولة العليا الى المتهم الأول تهمة "التخابر مع دولة أجنبية بقصد الاضرار بالمصالح القومية للبلاد". كما وجهت الى المتهم الثاني تهمة "الاشتراك بطريق الاتفاق مع المتهم الأول في ارتكاب جريمة التخابر". وشمل قرار الاتهام الذي اعده المحامي العام لنيابة أمن الدولة العليا المستشار هشام بدوي قيام المتهم الاول شريف فوزي محمد الفيلالي ب "التخابر مع من يعملون لمصلحة دولة اجنبية بقصدر الاضرار بالمصالح القومية للبلاد بأن اتفق مع المتهم الثاني جريجوري جيفنسي وآخرين في الخارج على التعاون معهم لمصلحة جهاز الاستخبارات الاسرائيلي موساد. وامد المتهم الاول المتهم الثاني بمعلومات وحصل على خمسة آلاف دولار اميركي بقصد ارتكاب اعمال ضارة بالمصالح القومية للبلاد لمصلحة الاستخبارات الاسرائيلية". وجاء توقيت الاعلان عن القضية الجديدة ملفتاً. إذ معروف أن السلطات المصرية اعتادت عدم الاعلان عن مثل تلك القضايا إلا في توقيت محدد يخضع لاعتبارات سياسية وهي كانت اعلنت عشية المؤتمر الاقتصادي الثالث للشرق الأوسط وشمال افريقيا في القاهرة العام 1996 عن قضية التجسس التي اتهم فيها المصري عماد اسماعيل والاسرائيلي عزام عزام. وكانت قوات أمن مصرية اقتحمت منزل المواطن المصري الفيلالي يوم 27 أيلول سبتمبر الماضي بعدما وضعت منطقة أرض الغولف في ضاحية مصر الجديدة حيث يقع المنزل تحت رقابة وحراسة مشددة وعثر رجال الأمن داخل المنزل على أجهزة ومعدات تستخدم في التخابر وأعمال التجسس. واتضح أن المتهم المصري كان غادر البلاد الى اسبانيا العام 1990 بهدف الدراسة وتعرف على سيدة المانية الجنسية تدعى ارينا عرفته لاحقاً على عمل في جهاز الاستخبارات الاسرائيلي موساد وتمكنا من تجنيده وتدريبه على أعمال التجسس وعلموه اللغة العبرية. وذكرت مصادر مسؤولة أن من الانشطة التي مارسها المتهم المصري محاولة الحصول على معلومات عن مناطق عسكرية مصرية وتصويرها ومعرفة طرق تدريب الوحدات العسكرية المصرية ونوعية الاسلحة المستخدمة وتوزيعها على المناطق العسكرية في البلاد وجمع معلومات عن مشاريع اقتصادية بينها مشروع توشكى. وقدم الفيلالي معلومات وتقارير للمتهم الثاني تتعلق بالنشاط السياحي خصوصا في سيناء والغردقة ومرسى علم وعدد الأفواج المترددة على هذه المناطق والمناطق السياحية المزمع فتحها أمام المستثمرين. وتنقل الفيلالي في عدد من الدول الأوروبية للقاء ضباط من الاستخبارات الاسرائيلية وتلقي التكليفات وتسلم مبالغ مالية نظير ما قدمه من معلومات. وتبين من فحص الاجهزة التي ضبطت بمسكن المتهم وجود معلومات عسكرية مخزنة على أجهزة الحاسب الآلي كما تبين وجود معلومات سياسية واقتصادية. وكشفت التحقيقات أن المتهم الأول خلال استجوابه تلقى رسالة من المتهم الثاني عن طريق اجهزة التخابر تفيد عبارات "ماذا حدث لك.. ارجو الا تكون قد وقعت في مشاكل.. اتصل بي للضرورة القصوى".