اكتفى البطريرك الماروني نصرالله صفير في تعليقه على قول رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون عنه انه انضم الى حزب «القوات اللبنانية»، بالقول: «نحن في بلد حرية وكل انسان في لبنان حر في ان يقول ما يريد». وجدد صفير لدى مغادرته بيروت الى روما امس، تخوفه من ان تطول الازمة الحكومية قائلاً: «ربما اذا قسنا الحاضر على الماضي، ربما تطول الازمة، وهناك من يقول انها ستطول اذا لم تكن هناك ارادة طيبة لانقاذ البلد مما يتخبط فيه». ورافق صفير في رحلته الى الفاتيكان المونسنيور حنا علوان وذلك للمشاركة في لقاء بطاركة الشرق الكاثوليك مع البابا بنيديكتوس السادس عشر ودرس وضع كنائسهم. وكان في وداعه في مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي ممثل لرئيس الجمهورية ميشال سليمان، وأكد «ان البابا يدعم لبنان دائماً انما على شرط ان يقوم اللبنانيون بما عليهم من دعم في لبنان». وأكد انه سيطلب اليه المساعدة على لجم الاعتداءات الاسرائيلية، «ولكن هذا طلب تكرر مرات كثيرة ويعود الى الفريقين: لبنان والدولة اليهودية». وعن دور بكركي لتسهيل مهمة الرئيس المكلف، قال صفير: «نحن نسعى قدر المستطاع الى ترطيب الاجواء ولكن هل الامر متعلق بنا وحدنا؟». وعن موقفه من صيغة 15-10-5، راى ان «هذه الصيغة لم تنجح حتى الآن. نحن لا اعتراض لنا على الصيغة انما يجب ان تكون هناك حكومة تتولى شؤون الناس». وأكد انه يوافق «على مجيء حكومة تدير شؤون الناس وان كانت 15-10-5 ولكن اذا شاء لها المعنيون النجاح». وعن قول البعض ان هناك تعارضاً بين بيانات مجلس المطارنة وموقفه في بعض الاحيان، اكتفى بالسؤال: «وهل ترى تعارضاً؟ على كل، لكل منا رأيه ويعبر عنه ولكن على وجه الاجمال عندما نعرض الامر في اجتماع المطارنة فكل منا يبدي رأيه ولا نصدر عادة رأياً الا بعد موافقة الجميع عليه». وعن معارضته توزير الخاسرين في الانتخابات في حين انه عندما تولى وضع اسماء للترشح لرئاسة الجمهورية في لبنان وضع اسماً لمن كان رسب في الانتخابات وهو وزير حالي، فقال: «هذا في ما مضى، ربما نكون قد رشحنا بعض الاسماء، ولكن عندما يخذل الرأي العام اللبناني احد الناس فلا يعاد توزيره، وكأن المسعى هو ضد الرأي العام وهذا شيء لا نحبذه». وعن مسألة الترشح لرئاسة الجمهورية وهي تمثل جميع اللبنانيين، قال: «ربما يكون هناك بعض موجبات لترؤس احدهم لا اظن، ورئاسة الجمهورية لا تتعلق باستفتاء شعبي كما هي حال النائب او الوزير». وقيل له: «لكنها تتعلق بمصير الوطن واللبنانيين»، فأجاب: «نعم مصير الوطن واللبنانيين اكيد». وشدد على «ان موقف لبنان من التوطين هو موقفي». وعن تنبيهه من ان عدداً كبيراً من اللبنانيين سيغادرون لبنان في حال اقرار التوطين، لفت الى ان الامر «ليس نتيجة معلومات، وانما نحن نراقب الامور ونرى ان هناك ما يقارب فوق المليون من الذين تركوا لبنان من كل الطوائف منذ عام 1970 وحتى اليوم وربما ظل حجم لبنان على ما هو». وعن قول الموفد الاميركي جورج ميتشل ان الادارة الاميركية ترى ان لبنان يتخوف من التوطين وان هذا التخوف في محله، وقول العماد عون في احد مؤتمراته الصحافية ان الاميركيين ابلغوا البطريرك صفير رغبتهم في توطين الفلسطينيين في لبنان، رد صفير بالقول: «لا علم لي بذلك، ربما هو أعلم مني». وعن الوضع الاقتصادي والاجتماعي وامكان تفاقمه في ظل عدم تشكيل حكومة وحدة وطنية، قال: «عندما لا تكون في البلد حكومة تتدبر شؤون الناس فيمكن ان ننتظر ما ليس في الانتظار». واذ تمنى صفير «لاخواننا المسلمين صوماً مباركاً وعيداً مباركاً»، لفت الى ان «الصوم عادة يساعد الانسان على التفكير بذاته وان يحصن أمره فتصلح الامور اكثر مما هي عليه». وأكد خوفه على الوضع الامني «فالازمة اللبنانية والمخاوف من الاضطرابات في لبنان لا تزال قائمة». وعن دعوة رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط الجميع الى التنازلات من اجل تسيير امور البلاد، قال صفير: «كل منا يرى ان البلد ربما لا يسير في الطريق الذي يتمناه اللبنانيون في ان يكون هناك طمأنينة وتعاون ولكن هذا ليس بحاصل حتى اليوم». واكد انه لن يعرج على العاصمة الفرنسية بعد انتهاء زيارته الى الفاتيكان، وانما سيعود مباشرة الى بيروت.