تنجز الآن الاستعدادات لاقامة شركة مشتركة لتقديم خدمة الانترنت في سورية برأسمال مبدئي قيمته 13 مليون دولار، تسهم "المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية" الحكومية بنسبة 25 في المئة منه، والقطاع الخاص بنسبة 75 في المئة. وتعتمد الشركة خادماً Server خاصاً للاتصال بالانترنت، تستقل به عن الخادم الحكومي، مع استمرار اعتمادها الشبكة الهاتفية للوصول الى الانترنت. ومن الواضح ان استقلال الشركة هو في استقلال خادمها وخدماتها، وليس في انفصال خطوط "شبكتها" عن الهاتف كما رددت وسائط اعلامية. ومن الناحية التقنية المحض، تعتمد انترنت خطوط الهاتف في الوصول الى المستخدمين، وتكمن البدائل في البث الرقمي وتقنيات الهواتف الخلوية، وخصوصاً "واب" وهو الامر الذي يبدو انه فات تلك الوسائط الاعلامية. وذكرت مصادر "المؤسسة العامة للاتصالات" ان مساهمتها في الشركة التي تبلغ 25 في المئة ستكون عبر مشاركتها في البنى التحتية والكوابل والابنية. ويملك الشركاء المؤسسون من القطاع الخاص 49 في المئة من رأسمال الشركة، ويطرح للاكتتاب العام 26 في المئة واضافت ان "افضلية الاشتراك ستعطى للشركات الدولية" على الا يقل عدد المؤسسين عن خمسة، بمن فيهم "المؤسسة العامة للاتصالات" بعد الحصول على ترخيص الشركة من "المجلس الاعلى للاستثمار". واشارت المصادر الى ان الشركة المشتركة ستؤمن خدمة الانترنت لنحو خمسين ألف مشترك يرتفع عددهم لاحقاً الى 200 ألف. ويستمر المشروع نحو خمس سنوات ومن المتوقع ان تنخفض رسوم الاشتراك وأجور الساعة بعد البدء بالمشروع وان تصبح موازية لاجور المكالمات المحلية. يذكر ان اجور الاشتراك في البريد الالكتروني والانترنت في سورية تصل الآن الى اربعة آلاف ليرة سورية 80 دولاراً اميركياً شهرياً ويستفيد المشترك من 12 ساعة مجانية ثم يدفع دولارين ونصف الدولار عن كل ساعة اضافية. وتعتبر هذه الاجور مرتفعة قياساً الى الدول المجاورة حيث تتفاوت رسوم الاشتراك بين 10 دولارات و20. ولا يزال عدد كبير من السوريين يشترك في الانترنت من طريق لبنان او الاردن. ويقدر الخبراء عددهم بأكثر من 30 ألفاً، على رغم احتمال التعرض لقطع خط الهاتف للمشترك المخالف. ولم يسهم المشروعان الموجودان في خفض كبير في عدد المشتركين لأسباب عدة بينها الرقابة على الانترنت السورية والصعوبات التقنية. يذكر ان عدد السكان في سورية هو 17 مليون نسمة، وتدل هذه الارقام الى وجود معدل متدنٍ جداً لانتشار انترنت، خصوصاً بالمقارنة مع المعدلات في "الجار" اللبناني الذي يتمتع بأحد أعلى معدلات الانتشار عربياً واقليمياً. وتقدم "الجمعية" السورية للمعلوماتية" الآن خدمة الانترنت الى نحو 2700 مشترك، ستصل قبل نهاية العام الجاري الى 5500، في حين توفر "المؤسسة العامة للاتصالات" الخدمة لعشرة آلاف مشترك آخر، بعد التوسيع الذي طرأ اخيراً على الشبكة، عبر هبة قدمتها شركة "شل" النفطية بقيمة 135 ألف دولار، بهدف ازالة الضغط على الشبكة.