لم يعجز نحو خمسة آلاف من السوريين عن ايجاد وسيلة تمكنهم من استخدام خدمة "انترنت" الى حين السماح لهم بالارتباط بهذه الخدمة عبر العقدة التي فتحتها الحكومة قبل اشهر، وحددت المشتركين بالجهات الحكومية الرسمية مثل الوزارات والمؤسسات والمستشفيات والجامعات، فلجأ المهتمون الى الاشتراك بشبكات الدول المجاورة وخصوصاً عبر لبنان. وقال صاحب احدى الشركات التي توفر هذه الخدمة ان "الموضوع ليس صعباً. اذ يمكن الاشتراك عبر احد الموزعين في لبنان لربط المشترك في سورية". غير ان هذه الطريقة لا تزال محدودة لارتفاع كلفتها المادية وخطورتها في حال اكتشاف الموضوع، لذلك تنتشر بشكل واسع في الشركات الكبيرة وفي اوساط القادرين على تحمل نفقاتها وأعبائها، في حين الغى مشتركون عدة عقودهم نظراً الى ارتفاع التكاليف، علماً ان استخدام المودوم في حاجة الى موافقة من جهات رسمية. وقال احد المشتركين عبر لبنان ان كلفة الساعة الواحدة تبلغ نحو اربعة دولارات اميركية، وهو مبلغ قليل بالنسبة للبنانيين، اما السوريون فعليهم تحمل نفقات المكالمة الهاتفية الخارجية، اذ تصل كلفة الدقيقة الى 35 ليرة سورية 70 سنتاً". وزاد "ان العمل على الانترنت لمدة ساعة يومياً يكلف نحو ثلاثة آلاف دولار شهرياً". وكانت "مؤسسة الاتصالات السلكية واللاسلكية" اقامت خلال معرض "شام 98 للتكنولوجيا" في جناحها قهوة للانترنت، وتمكن من خلالها عدد كبير من زوار المعرض من استخدام هذه الخدمة لمدة محدودة لا تزيد عن ربع ساعة لكل زائر، على ان تستمر هذه القهوة بعد انتهاء المعرض داخل جامعة دمشق وتقدم خدماتها للراغبين بشكل مجاني. وعلى رغم ارتفاع كلفة الاشتراك عبر لبنان، يزيد عدد المشتركين خصوصاً من القادرين على تحمل الكلفة. ويقدر عدد المشتركين بالانترنت عبر لبنان بأكثر من خمسة آلاف مشترك يزيدون يومياً ريثما يتم فتح المجال للقطاع الخاص باستخدام هذه الخدمة رسميا. وهناك طريقتان للاشتراك عبر لبنان، الأولى ان يكون للمشترك حساب مصرفي في احد المصارف ليتمكن الموزع من سحب الاشتراكات تلقائياً، والثانية عبر شراء "سايبر كرديت" وهي عبارة عن بطاقة يسجل عليها مجموعة ارقام يتمكن المشترك من خلال تسجيل هذه الأرقام في مكان خاص على الانترنت من اضافة بطاقة الائتمان على حساب اشتراكه. ويقول احد المتعاملين: "هذه الطريقة تناسب السوريين اكثر وهي سهلت علينا الاتصال بالانترنت بشكل كبير. وأكثر المستخدمين للشبكة عبر بيروت يستعمل هذه الطريقة خصوصاً انك تستطيع شراء البطاقة من أي محل للكومبيوتر". وسعر البطاقة الواحدة 20 دولاراً وتكفي لمدة خمس ساعات. غير ان المشتركين مع الانترنت عبر لبنان يخافون كشف امرهم وتعرضهم للحساب. وقال احدهم: تستطيع الدولة معرفة اتصالك بهذه الخدمة عن طريق دخولها الى خط الهاتف "وهذا يعني انت وحظك". وأضاف ان الجهات المسؤولة تراقب خطوط الهاتف ويتم اختيار عدد من الخطوط بشكل دوري لمعرفة اذا كانت مرتبطة بالانترنت". غير ان اضطرار عدد من المواطنين يدفعه للمغامرة. وقال رجل اعمال: "ان نوعية عملي تتطلب مني استخدام الانترنت ولهذا فأنا مضطر للتعامل مع هذه الخدمة حالياً عبر لبنان. وقمت بتقديم طلب اشتراك الى مؤسسة الاتصالات في سورية ودفعت الرسوم المطلوبة ولكن ليس هناك حتى الآن رد سلبي أو ايجابي". وكانت "مؤسسة الاتصالات" الحكومية استأجرت من شركة "اي يو نت" الأوروبية خطاً مفتوحاً مدة 24 ساعة بنحو ثلاثة آلاف دولار شهرياً. وتم ربط كل من مركز البحوث والوزارات والجامعات اضافة الى بعض المؤسسات العامة بهذه الخدمة في مقابل 80 دولاراً رسوم اشتراك شهرية. وقال خبراء سوريون ان الاتصال "يتم عبر خادم SERVER اذ يتصل المشترك برقم تلفون تحدده المؤسسة ويدخل كلمة السر ليتم الاتصال عبر الخادم، القادر على حجب المعلومات غير المرغوب بها" والتي تعتبر احد اسباب تأخر دخول الانترنت الى سورية.