تستمر الجهود لاستكمال ربط المؤسسات والوزارات الرسمية بالخادم Server التي وضعتها "المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية" في الخدمة في اطار مشروع صغير لربط 20 مشتركاً بشبكة انترنت على ان تفتح الشبكة لاحقاً الى الجميع بعد فترة من تعامل المختصين مع هؤلاء المشتركين لاكتساب الخبرة، والافادة من شبكة البريد الاليكتروني التي تقام في المحافظات الأخرى. وقال خبراء مشرفون على الشبكة لپ"الحياة" ان المشروع التجريبي "سيستمر نحو ستة أشهر اذ تم تركيب 50 خطاً للوزارات والهيئات الحكومية حصراً، ويستمر التركيب حالياً بمعدل خمسة خطوط أسبوعياً، وسيتم التوسع تدريجاً ليشمل المؤسسات الحكومية والهيئات التعليمية العليا كافة". وكانت "المؤسسة العامة للاتصالات" الحكومية استأجرت من شركة "اي. يو. نت" E. U. Net الأوروبية خطاً مفتوحاً لمدة 24 ساعة باجر ثلاثة آلاف دولار شهرياً وتم وصل كل من "مركز البحوث العلمية" ووزارة السياحة وجامعة دمشق بهذا الخط، وتدفع هذه الهيئات 80 دولاراً رسوم اشتراك شهرية. وأوضح الخبراء ان الاتصال "يتم عبر خادم وسيط اذ يتصل المشترك برقم هاتف تحدده المؤسسة ويدخل كلمة السر ليتم الاتصال عبر الخادم، وهو قادر على حجب المعلومات غير المرغوب بها". وقال أحد الخبراء ان هذه الطريقة "أسلوب أفضل للحماية من نظام "فاير وول" Fire Wall الذي يحجب الصفحات غير المرغوبة سلفاً". وشكل موضوع "حجب المعلومات المسيئة" أحد أسباب تأخر دخول سورية خدمة الانترنت، وقالت مصادر مطلعة "ان الجهات الرسمية حذرت من خطورة الخرق الثقافي الذي يمكن ان يتعرض له المواطن السوري مع وجود كم هائل من المعلومات المغلوطة والصور الأباحية والاعلانات الغير أخلاقية" غير ان بعض الخبراء يرى ان "هذا التخوف غير مبرر لأن الثقافة العربية ليست هشة أو ضحلة كي تتعرض للغزو بالاضافة الى ان استهلاك العلم بحد ذاته ايجابي ولا خوف من كوننا مجرد مستوردين"، وزاد أحدهم "الغزو الثقافي موجود بكل الأحوال عبر صحون التقاط المحطات الفضائية والاذاعة والمطبوعات العربية"، مشيراً الى ان انترنت "أقل خطراً خصوصاً انها باللغة الانكليزية التي لا تجيدها سوى شريحة معينة قادرة على الاستيعاب ولديها مناعة". وسئل عن كيفية الرقابة، فقال "من الأفضل القيام بالمراقبة الفردية للمستخدم بالاضافة الى المراقبة عن طريق الخادم الوسيط، وتشمل المعلومات المراد حجبها الصور الاباحية وبعض المعلومات المتعلقة بأسباب أمنية"، وأشار خبراء الى ان "معظم الحذر" من الارتباط بالشبكة يعود الى "وجود هذه الصور وليس لأسباب أمنية ذلك ان المسؤولين محافظون فيما انهم لا يخشون من الاختراق الأمني"، ويعتقد آخرون عكس ذلك. وعن فوائد دخول انترنت الى سورية، قال الخبراء انها ستفتح المجال أمام الباحثين ورجال الأعمال والأفراد للافادة من امكان تبادل المعلومات وزيادة المعلومات العربية المعروضة في السوق الاليكترونية، اذ قامت الجمعية المعلوماتية في هذا الاطار بأخذ موقع لها على الشبكة يتضمن معلومات عن الجمعية ونشاطاتها وعن مؤتمرتها السنوي اضافة الى بعض المعلومات السياحية عن سورية. ويرأس نجل الرئيس السوري بشار الأسد الجمعية منذ العام 1994 وهي الجهة الوحيدة التي تساهم في وضع البرامج الوطنية للسياسة المعلوماتية والخطط التنفيذية منذ تأسيسها عام 1989. ويعتبر بشار الأسد من أشد المؤيدين لزيادة المعلومات العربية اذ دعا الى "الاستعداد بالمعلومات قبل الدخول الى انترنت وليس الارتباط فيها لمجرد الارتباط من دون تقديم خدمة عربية مهمة كي لا نتحول الى مستوردين للمعلومات فقط". وتتعاون الجمعية مع المؤسسة العامة للاتصالات في القيام بالدراسات والبحوث العلمية وتدريب العاملين على استخدام تقنيات الكومبيوتر، كما قامت الجمعية بدرس توظيف وتسعير لانشاء شبكة بريد اليكتروني بالتعاون مع المؤسسة العامة للاتصالات. وقدرت مصادر اقتصادية كلفة تركيب الشبكة الداخلية بنحو 200 الف دولار ستكون جاهزة للاستخدام في نيسان ابريل المقبل، وستكون هذه الشبكة منفصلة عن شبكة انترنت وتنحصر خدماتها داخل سورية ويمكن فتحها دولياً في حال السماح للقطاع الخاص بالشبكة. وفي ظل عدم تعميمها الى الآن يرتبط السوريون بانترنت عبر لبنان، وقدر الخبراء عدد المشتركين عبر لبنان بأكثر من أربعة آلاف مشترك ويزداد عددهم يومياً الى حين فتح المجال امام القطاع الخاص لاستخدامها رسمياً. وقال الخبراء ان واشنطن عرضت عبر السفارة الأميركية في دمشق تقديم كل التسهيلات التقنية للارتباط بانترنت وتوسيع استخدامها، على عكس اعتقاد البعض أن واشنطن عرقلت ذلك بسبب العقوبات المفروضة على سورية.