} اصرت القيادتان العسكرية والسياسية في ايطاليا على ان الاميركيين استخدموا قذائف اليورانيوم المخصب في البوسنة وكوسوفو، من دون ابلاغهما بذلك والمخاطر المترتبة عليه، فيما قال حلف شمال الاطلسي ان القيادة العسكرية الايطالية هي التي اختارت اخفاء الامر عن السياسيين. تصاعدت حدة الجدل بين حلف شمال الأطلسي والقوات المسلحة الايطالية بشأن استخدام الحلف قذائف اليورانيوم المخصب في البوسنة والهرسك صيف 1995، ما أدى لاحقاً الى وفاة عدد من الجنود الايطاليين واصابة عدد آخر بأعراض مرض مشابه لما يسمى ب"مرض حرب الخليج" الغامض. ونفت قيادة حلف الأطلسي صحة ما اعلنه وزير الدفاع الايطالي سيرجو ماتاريلا في جلسة برلمانية خصصت لمناقشة هذه القضية عن أن وزارته لم تتلق أي معلومات من قيادة قوات حفظ السلام في البوسنة حول عزم القاذفات الحربية الأميركية على استخدام قذائف اليورانيوم المخصب. وادعت مصادر الحلف أن "قيادة الجيش الايطالي مارست تعتيماً، حال دون اطلاع القيادة السياسية المتمثلة بوزارة الدفاع الايطالية" على هذا الموضوع، علماً ان الجنود الايطاليين الذين شاركوا في عمليات التحالف الغربي في حرب البوسنة معنيون بذلك. وفندت القيادة العليا للجيش الايطالي هذه المزاعم بأن "الولاياتالمتحدة لم تقدر حجم الاضرار الكبيرة التي ستلحق بالجنود، وان الحلفاء لم يقولوا كل ما كان يعرفونه حول حجم المخاطر الناجمة عن استخدام قذائف اليورانيوم المخصب". وأضاف الناطق باسم القيادة العسكرية الايطالية أنه "كان بامكان الاميركيين أن يتعاونوا بإخبارنا أن قاذفاتهم التي كانت تنطلق من قاعدة افيانو العسكرية في الشمال الايطالي، تحمل قذائف اليورانيوم المخصب". وتقوم لجان طبية عدة تابعة للجيش الايطالي حالياً، بإجراء فحوصات خصوصاً لجنود الوحدات الايطالية في البوسنة والكوسوفو لمعرفة مدى تعرضهم لاشعاعات قذائف اليورانيوم المخصب الذي استخدمته القوات الاميركية والفرنسية والانكليزية. ويذكر أن أكثر من 12 جندياً من الوحدات العسكرية الايطالية التي شاركت بحربي البوسنة وكوسوفو، مصابون بالأعراض المرضية نفسها التي أدت الى وفاة الجنود الثلاثة متأثرين بأورام سرطانية في الدم والرئتين والمعدة.