} نزلت ايران بثقلها السياسي والشعبي والديني الى الشارع دعما للانتفاضة، وذلك من خلال تظاهرات ضخمة عمت المدن الايرانية في ذكرى "يوم القدس العالمي" في آخر جمعة من شهر رمضان. ورفعت مستوى التحدي مع واشنطن عندما اكدت ان دعم الانتفاضة والقدس يمثل المحور الاساس في السياسة الخارجية الايرانية. كما شهد لبنان مسيرات في بيروت و الجنوب شارك فيها عشرات الالاف ومقدمهم الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله والأمين العام لحركة "الجهاد الاسلامي في فلسطين" رمضان عبدالله شلّح وشهدت مدينة غزة تظاهرة في المناسبة ذاتها نظمتها حركة "الجهاد الاسلامي". كان الرئيس محمد خاتمي على رأس المشاركين في التظاهرات التي نظمت في "يوم القدس العالمي"، اضافة الى رئيسي البرلمان والقضاء مهدي كروبي وهاشمي شاهرودي ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني وقائد الحرس الثوري اللواء رحيم صفوي وكبار القيادات الدينية والعسكرية. وصب المتظاهرون جام غضبهم على الادارة الاميركية واعتبروها "شريكا كاملا في الجريمة الاسرائىلية المتواصلة بحق المدنيين الفلسطينيين". وسجلت مشاركة لافتة من الطائفة اليهودية الايرانية التي اصدرت بيانا دانت فيه "الجرائم الاسرائىلية" ورأت ان "الدفاع عن حقوق الفلسطينيين يشكل واجبا على الجميع". وحذر رفسنجاني من أنه "اذا اراد البعض المتاجرة بالدماء الفلسطينية لحل مشاكله مع الولاياتالمتحدة فانه سيرتكب بذلك خيانة". ودعا العالم الاسلامي الى الاستفادة من نقاط القوة التي لديه من اجل الضغط على مراكز القرار الدولي لاحقاق حقوق الفلسطينيين، مشددا على ضرورة الاستفادة من سلاح الطاقة والممرات المائية، ومن اصوات 56 بلدا اسلاميا في الاممالمتحدة للضغط في هذا الاتجاه. واشاد بسحب مصر سفيرها من تل ابيب وتجميد علاقات بعض الدول مع اسرائىل، لكنه طالب باجراءات اقوى لنصرة الانتفاضة، مطالبا بمساعدة الشعب الفلسطيني اقتصادياً. وكان الرئيس خاتمي اشاد بموقف الدول العربية والاسلامية لانها "سجلت حضورا اكثر فاعلية في الانتفاضة الثانية من اجل تحقيق الاهداف الفلسطينية المشروعة". ولخص استراتيجية ايران ازاء القضية الفلسطينية بأنها تتمثل في "رفض تسلط وعدوانية الكيان الغاصب اي اسرائىل وايجاد الامل لدى الشعب الفلسطيني وكسب الرأي العام والمثقفين لصالح دعم مقاومة الشعب الفلسطيني". وشارك في "يوم القدس" عدد من جرحى الانتفاضة الذي يتلقون العلاج في المستشفيات الايرانية. وفي بيروت، دعا الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله والأمين العام لحركة "الجهاد الاسلامي في فلسطين" رمضان عبدالله شلّح الى "مواصلة الانتفاضة"، مؤكدين انها "الخيار الصحيح والوحيد الموصل الى الهدف". جاء ذلك خلال احتفال مركزي اقامه الحزب في الضاحية الجنوبيةلبيروت، لمناسبة "يوم القدس" حضره عشرات الآلاف وتخللته عروض عسكرية من دون سلاح أداها عناصر من سرايا الحزب المتنوعة. وقال شلح ان "المعادلة اليوم واحدة لا يفل الحديد الا دم الشهيد ولن يوقف تدفق الدم اتفاق أو مفاوضات، والقتل لن يرهبنا ولا الاغتيالات، ومسيرة الجهاد مقدسة". واعتبر نصرالله ان "الانتفاضة استطاعت ان تفرض على الكثيرين قطع العلاقات مع اسرائيل ووقف التطبيع، وان تسقط حكومة باراك بعد مدة قصيرة من توليها السلطة، وان تعمق النزاعات والصراعات داخل مجتمع العدو ومؤسساته، وان تدفع حكومته الى التفكير بتقديم التنازلات في اطار المفاوضات من أجل الالتفاف على الانتفاضة وضربها". وأكد ان "الجيش الاسرائيلي هزم في لبنان ويهزمه الاطفال كل يوم في فلسطين بالحجارة". وقال: "لسنا في حاجة الى ان نقتل الكثيرين منهم لنلحق بهم الهزيمة، وما دام هناك جهاد ومقاومة وانتفاضة ودم وارادة وعزم وشهادة، سننتصر في نهاية المطاف". ورأى ان "الشعب الفلسطيني أمام فرصة تاريخية، ولا يجوز ان تؤخذ هذه الانتفاضة الى حيث أخذت الانتفاضة السابقة أوسلو". وقال ان "المفاوضات الجارية في واشنطن مدعاة للقلق". وناشد حركة "فتح" تحمل "مسؤولية الهية واخلاقية وتاريخية حيال مواصلة الانتفاضة والحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية". وتوجه الى الفلسطينيين خارج فلسطين بالقول: "ان المؤامرة عليكم كبيرة وان الحديث عن اللاجئين بين العودة واللاعودة وبين التعويض المالي أخطر ما في القضية". ودعاهم الى "التعبير عن سخطهم ورفضهم كل هذه المؤمرات وبكل وسيلة يرونها مناسبة". وكما في بيروت، أقيم احتفال ضخم في بعلبك تخلله عرض عسكري في المناسبة والقاء كلمات. وفي جنوبلبنان سار عشرات الآلاف من اللبنانيينوالفلسطينيين في مدينة صور إحياء للمناسبة، وحملوا لافتات كتب عليها "القدس لا تحرر إلا بالسلاح". والقيت كلمات دعت الى مواصلة الانتفاضة ووقف المفاوضات. وفي غزة شدد مشاركون في مسيرة انطلقت بعد صلاة الجمعة من المسجد العمري الكبير وسط المدينة وانتهت في باحة المجلس التشريعي قرب المدينة امس، على اهمية الجهاد والمقاومة والانتفاضة في سبيل تحقيق الاهداف الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني ونظمت المسيرة حركة "الجهاد الاسلامي" لمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع القدس الذي اعلنته الثورة الاسلامية في ايران قبل سنوات. ورفعت خلالها الاعلام الفلسطينية واللافتات التي كتبت عليها شعارات تطالب بمواصلة الانتفاضة والجهاد والمقاومة حتى دحر الاحتلال. وتقدم المسيرة نحو 30 ملثما ينتمون الى "سرايا القدس" الجناح العسكري ل"الجهاد" ارتدوا الاكفان البيضاء ووضعوا الاحزمة الناسف ، في اشارة الى استعدادهم للاستشهاد في سبيل القدسوفلسطين.