أنهى وفد قيادة "حزب الله" برئاسة أمينه العام السيد حسن نصرالله زيارة لطهران باجتماع امس مع الرئيس السابق رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، بعد لقاء ليل اول من امس مع مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، لم تعلنه وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية. وكشفت مصادر مطلعة مزيداً من التفاصيل في شأن فشل "وساطة آسيوية" لدى "حزب الله" لمعرفة موقفه من امكان وقف عملياته في حال نفذت إسرائيل انسحاباً كاملاً من جنوبلبنان. وعلِم ان اليابان لم تكن الجهة الوحيدة التي طرحت مبادرات في هذا المجال، وان دولاً أوروبية حاولت أيضاً استكشاف موقف الحزب بطلب من الولاياتالمتحدة. وأوضحت المصادر ل"الحياة" أن اليابان أرادت تعهداً من "حزب الله" لوقف العمليات العسكرية ضد اسرائيل بعد انسحابها من لبنان، على ان تنقله الى الدولة العبرية، في مقابل ان تقوم باستثمارات في لبنان قد تبلغ قيمتها بلايين الدولارات، وان يكون ل"حزب الله" دور اساسي في تحديد طبيعتها والأمكنة والقطاعات التي يفضلها لها. وكان رد الحزب انه لا يمكنه اعطاء أي ضمانات لإسرائيل قبل انسحابها. وعن افتراض أن "حزب الله" اعطى مثل هذا التعهد، كيف ستكون الحال اذا لم يلتزم اطراف المقاومة الآخرون وقف العمل العسكري، كان الرد الياباني: "الاسرائيليون يريدون معرفة موقفكم بالتحديد، لأنهم يخافونكم أنتم". إلى ذلك خرجت لقاءات وفد الحزب في طهران بمعطيات تسمح بقراءة الموقف الايراني من احتمالات وصول عملية السلام في الشرق الاوسط الى نهاياتها المرسومة على كل المسارات. وحملت مواقف القادة الايرانيين خصوصاً الرئيس محمد خاتمي ورفسنجاني ورئيس مجلس الشورى ناطق نوري رسائل متعددة الاستهدافات، فإيران، من خلال تشديد خاتمي ورفسنجاني على "تحرير القدس"، أكدت ان موقفها يتجاوز ما قد يتم توقيعه في المفاوضات مع اسرائيل، فيما لوحظ حرص على اخراج طابع المقاومة ودور "حزب الله" من الدائرة اللبنانية الى الدائرة العربية والإسلامية باعتبار الحزب "يقاوم لتحرير الأرض المحتلة، ويدافع عن العزة والاستقلال العربي - الاسلامي" بحسب خاتمي. هذا المعنى أوحى به أيضاً رفسنجاني الذي بدا حريصاً على انتقاد عملية السلام، عندما ذكّر بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة واهتمام ايران بقضية القدس، و"توحيد الصفوف لمقاومة الاحتلال". واللافت كان تحذير خاتمي مما وصفه بمؤامرات وضغوط خارجية لإيجاد "الانشقاق"، ما فسّره مراقبون بأنه رسالة تستهدف راعي عملية السلام الولاياتالمتحدة. وكان ناطق نوري واضحاً خلال استقباله نصرالله إذ خاطبه قائلاً: "إيران ستواصل دعمها الشعبين اللبناني والفلسطيني ولو توصل الأطراف في المنطقة إلى تسوية" مع اسرائيل.