شهدت طهران تظاهرة غاضبة نددت بأميركا واسرائيل، فيما دعت ايران مجلس الامن الى "التدخل الفوري لوقف الجرائم الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، ومحاكمة المتسبّبين فيها، خصوصاً مجرم صبرا وشاتيلا" آرييل شارون. جاء ذلك على لسان مندوب ايران لدى الاممالمتحدة هادي نجاد حسينيان، فيما اعتبرت ايران الادارة الاميركية "شريكة في الاعمال الاجرامية الاسرائيلية" ضد الفلسطينيين. ودعا المتظاهرون في ساحة فلسطين قادة الدول الاسلامية الى "فتح باب الجهاد لقتال اسرائيل"، وأحرقوا العلمين الاميركي والاسرائيلي بحضور قادة "حماس"، الذين تحدث باسمهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة وقال: "سيأتي اليوم الذي تفتح فيه حدود فلسطين، لتدعو الحرس الثوري الايراني وقوات المتطوعين البسيج للزحف نحوها". وشارك في التظاهرة مسؤولون ايرانيون محافظون واصلاحيون، وتمثلت الحكومة بوزير وقرئت كلمة للمرشد آية الله علي خامنئي دعا فيها الى "استمرار المقاومة والانتفاضة". واتهم آية الله احمد جنتي رئيس المجلس الدستوري واشنطن بأنها "شريك كامل في الجرائم الاسرائيلية". وقال ل"الحياة" خلال مشاركته في تظاهرة طهران ان "الادارة الاميركية هي المجرم الاصلي، لأنها تؤيد اسرائيل وتدعمها، ولولا ذلك لهزمت اسرائيل ولما استطاعت البقاء في قلب البلدان العربية". ودعا جنتي الامة الاسلامية الى "التحرك لإنقاذ الشعب الفلسطيني"، وقال ان ايران "تضع امكاناتها لنصرة هذا الشعب". ورأى ان "الجهاد ضد اسرائيل واجب على جميع المسلمين"، معرباً عن اقتناعه بإمكان تكرار "نصر لبنان" ضد الاحتلال الاسرائيلي في فلسطينالمحتلة ايضاً، داعياً "حزب الله" وحركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" وجميع الفلسطينيين الى دعم الانتفاضة، لأن "اي تقصير يُعتبر خيانة". واعتبر ان المفاوضات مع اسرائيل لن تُجدي، وان "المفاوضين من الجانب الفلسطيني ليسوا وكلاء عن الامة الاسلامية او الشعب الفلسطيني"، محذراً من "اي تنازلات في شأن القدس". وردد المتظاهرون شعارات الادانة لواشنطن واسرائيل، وطاول بعضها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. ووجه رئيس البرلمان الايراني مهدي كروبي انتقاداً مباشراً الى السلطة الفلسطينية، واصفاً تعاونها الامني مع الاسرائيليين بأنه "جاسوسية ضد الانتفاضة". وسألت "الحياة" كروبي عن هذا الاتهام فقال: "في الوقت الذي ترتكب القوات الاسرائيلية المجازر تذهب السلطة الفلسطينية لعقد لقاء مع الاسرائيليين" في اشارة الى لقاء عرفات - باراك في باريس. ودعا كروبي السلطة الفلسطينية الى "اصلاح موقفها والتوقف عن التعاون مع اسرائيل" مكرراً ان "الخيار الوحيد هو المقاومة وليس التفاوض". وزاد: "اهم مشكلة امام المقاومين الفلسطينيين هي السلطة الفلسطينية التي تسلّمهم الى الاسرائيليين او تكشف اماكن وجودهم، وهذا خطير جداً". وتمثلت حكومة الرئيس محمد خاتمي في التظاهرة بوزير التربية والتعليم حسين مظفر الذي اكد ل"الحياة" ضرورة "إعلان البراءة من الكيان الصهيوني"، وحمل على "صمت مدّعي الدفاع عن حقوق الانسان" في اشارة الى اميركا. في غضون ذلك، واصل وفد قيادة "حماس" لقاءاته مع المسؤولين الايرانيين، واجتمع امس مع وزير الخارجية كمال خرازي، بعدما عقد لقاءات مع المرشد آية الله علي خامنئي والرئيس خاتمي والرئيس السابق هاشمي رفسنجاني.