} اهتم مراقبون أمس بإضافة السلطات الأميركية خمسة متهمين جدد الى لائحة المتهمين في قضية تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في شرق افريقيا في آب اغسطس 1998. ولاحظوا ان واشنطن حددت في قرار الاتهام هوية إثنين من المتهمين هما مصري يُدعى سيف العدل وليبي يُدعى أنس الليبي، قالت إنهما عضوان في "مجلس شورى" تنظيم "القاعدة" الذي يقوده أسامة بن لادن. القاهرة، لندن، واشنطن، أوكلاند - "الحياة"، أ ف ب، أ ب - أفادت مصادر مطلعة في القاهرة أمس أن تعاوناً أمنياً اميركياً - مصرياً يتم حالياً بهدف تحديد هوية أربعة مصريين على رأسهم شخص يحمل اسم "سيف العدل" اضيفت اسماؤهم الى لائحة الاتهام الاميركية في قضية تفجير السفارتين في نيروبي ودار السلام. وقالت المصادر إن الأميركيين قدموا معلومات إلى السلطات المصرية حصلوا عليها من متهمين في القضية محتجزين في سجون أميركية، علاوة على معلومات أخرى هي حصيلة جهود استخباراتية اميركية وتحريات قام بها عملاء في اماكن عدة من العالم عن نشاط أسامة ابن لادن وشبكته. وأضافت أن السلطات المصرية استدعت عدداً من أعضاء "جماعة الجهاد" ممن تسلمتهم من دول أخرى في السنتين الماضيتين وطرحت عليهم اسئلة عن دور "سيف العدل" في تنظيم "القاعدة" أو "الجبهة الاسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين" التي أسسها في شباط فبراير 1998 ابن لادن وزعيم جماعة "الجهاد" السابق الدكتور ايمن الظواهري، إضافة الى جماعتين من باكستان وثالثة من بنغلاديش. وقالت أن هؤلاء أوضحوا أن "القاعدة" وعاء لصهر العناصر التي يتم استقطابها من جنسيات مختلفة، إذ يتم تدريبها على العمليات العسكرية بواسطة خبراء يُشرف عليهم صبحي أبو ستة المعروف باسم "ابو حفص المصري" والذي يتولى مسؤولية العمل العسكري في "القاعدة". وقالت إن من ينهي من هؤلاء فترة التدريب بكفاءة يحوّل على "الجبهة العالمية" ليعمل تحت اشراف الظواهري. وكانت الإدارة الأميركية أعلنت أول من أمس ان خمسة متهمين جدداً، هم أربعة مصريين وليبي، أُضيفوا الى لائحة الاتهام في قضية السفارتين. وتتألف لائحة الإتهام ضد الخمسة الجدد، وهم جميعهم في حال فرار، من 161 صفحة. والمتهمون الخمسة هم سيف العدل وعبدالله احمد عبدالله ومحسن موسى متولي عطوة واحمد محمد حامد علي وانس الليبي. ويواجه كل منهم عقوبة السجن مدى الحياة بينما قد يواجه احمد عبدالله عقوبة الاعدام. وتزامن إعلان الاتهامات الجديدة مع حذف إسم ممدوح محمود سالم أبو هاجر العراقي من لائحة تضم خمسة متهمين في قضية السفارتين ستبدأ محاكمتهم في نيويورك في 3 كانون الثاني يناير المقبل. وسيُحاكم "أبو هاجر" لاحقاً في قضية التآمر مع إبن لادن لقتل الأميركيين. وأُضيفت اليه تهم جديدة بينهما محاولة قتل أحد حراس سجنه في نيويورك في إطار خطة فاشلة لخطف رهائن. ودعت وزارة الخارجية الأميركية أول من أمس الاميركيين الذين يرغبون في السفر الى الخارج الى توخي الحيطة والحذر خلال اعياد نهاية السنة حتى لو لم تتوافر لاجهزة الاستخبارات الاميركية معلومات عن تهديدات ارهابية محددة ضد المصالح الاميركية. وخلافاً لما حصل العام الماضي، حين وجهت وزارة الخارجية عددا من التحذيرات من احتمال وقوع هجمات تستهدف الاميركيين خلال الاحتفالات بالالفية، قال مسؤول في الوزارة انه لم تتوافر لواشنطن هذه السنة معلومات محددة. واعلن دايفيد كاربنتر مساعد وزيرة الخارجية للامن الديبلوماسي: "ليس في حوزتنا اي معلومات تشير الى ان أمراً ما سيحصل في هذه الدولة او تلك، في هذا الوقت او ذاك". واضاف: "هذا لا يعني ان على الاشخاص الا يبقوا حذرين ... يجب ان نبقى في حال ترقب خلال هذه الفترة". ومقارنة بالسنوات الماضية، فإن عدم وجود تهديد محدد "امر غير مألوف" كما قال كاربنتر، موضحاً ان مذكرات ارسلت الى السفارات حتى تبقى في حالة تأهب. وفي كانون الاول ديسمبر 1999، اعتقل ناشطون اسلاميون في الاردن كانوا يعتزمون شن هجمات ضد مصالح اميركية واسرائيلية، واكتشفت مؤامرة بالمتفجرات في سياتل ولاية واشنطن قبل احتفالات الالفية، مما حمل الولاياتالمتحدة على اعلان حال التأهب العام. ورداً على سؤال عن التهديد الذي يشكله اسامة بن لادن، قال كاربنتر "ان بن لادن ليس الوحيد الذي هدد مصالحنا ولا نتغافل عن هذا الامر". وفي اوكلاند، وضعت جزيرة غوام الاميركية في المحيط الهادئ أمس في حال استنفار بعدما تلقت السلطات رسالة بالبريد الالكتروني تهدد المطار الدولي بهجوم بالمواد الكيميائية. واعلن حاكم الجزيرة كارل غوتيريس ان الرسالة وصلت الى المطار والى مكتبه وهي تشير الى ان مصدرها اسامة بن لادن. وتهدد الرسالة، التي لم يتسن التأكد من صحتها، بشن هجمات بالغاز ومواد كيميائية اخرى عشية عيد الميلاد "لتلقين الحكومة الاميركية درسا" ومنعها من مهاجمة الشعب الافغاني وحلفائه. ووصلت الرسالة الى غوام بعد يومين على تشديد العقوبات على نظام "طالبان" الحاكم في افغانستان. وتهدف هذه العقوبات الجديدة الى ارغام "طالبان" الحاكمة في كابول منذ 1996 على وضع حد لدعمها الارهاب وتهريب المخدرات وتسليم إبن لادن.