طلب اميركي من اصل مصري يقضي فترة العقوبة في قضية "العائدون من البانيا" في سجن طرة من الادارة الاميركية التدخل لدى الحكومة المصرية والعمل على اطلاقه. وافادت مصادر مطلعة ان خالد محمد ابو الدهب المحكوم في القضية بالاشغال الشاقة لمدة 15 سنة التقى قبل ايام مسؤولين في السفارة الاميركية في القاهرة زاروه داخل السجن باعتباره مواطناً اميركياً، واشتكى من ظروف الاقامة داخل السجن وطلب تدخل الاميركيين للعمل على اطلاقه واعادته الى اميركا. وكانت السلطات المصرية قبضت على ابو الدهب في تشرين الاول اكتوبر من العام الماضي وهو في طريقه الى مطار القاهرة عائداً الى اميركا بعد زيارة لأسرته في مدينة الاسكندرية وضمته السلطات في وقت لاحق الى لائحة الاتهام في قضية "العائدون من البانيا" التي اتهم فيها 107 من اعضاء تنظيمي "القاعدة" الذي يقوده اسامة بن لادن وجماعة "الجهاد" الذي يقودها الدكتور ايمن الظواهري، وقضت المحكمة العسكرية العليا التي نظرت القضية في نيسان ابريل الماضي بالإعدام غياباً ل9 من المتهمين على رأسهم الظواهري والاشغال الشاقة والسجن لمدد مختلفة ل 78 آخرين بينهم ابو الدهب الذي قضت المحكمة في حقه بالاشغال الشاقة لمدة 15 سنة وبرأت المحكمة باقي المتهمين. ووفقاً لأوراق القضية فإن ابو الدهب هاجر من مصر العام 1986 واقام في سان فرانسيسكو والتقى هناك علي ابو السعود الذي كان سبقه في الهجرة الى اميركا والمحتجز حالياً في سجن في مانهاتن على ذمة قضية تفجير سفارتي اميركا في نيروبي ودار السلام وتلقى منه تكليفات للقيام بأعمال تنظيمية ل "الجهاد" و"القاعدة" بينها القيام بالسفر الى افغانستان وتدريب اصوليين على استخدام الطيران الشراعي لتنفيذ عمليات ارهابية. وذكرت المصادر ان ابو الدهب نفى، خلال لقائه ثلاثة مسؤولين في السفارة قبل ايام، ان يكون له صلة بالتنظيمين، وذكر ان الاعمال التي قام بها هدف من ورائها مساعدة اشخاص على الخروج من مصر لتجنب اعتقالهم وتعرضهم للتعذيب. واشارت المصادر الى ان المسؤولين الاميركيين اكدوا خلال اللقاء ان الادارة الاميركية لا تملك تقديم طلب الى الحكومة المصرية لإطلاق ابو الدهب، وان زيارتهم له داخل السجن تتم لكونه مواطناً اميركياً ولا تعني تمييزه عن باقي السجناء. لكن الاصولي المصري الاصل هدد برفع دعوى قضائية داخل اميركا واختصام الحكومة الاميركية تحت زعم انها تغاضت في حق احد مواطنيها، ونفت المصادر ان يكون المسؤولون الاميركيون تطرقوا خلال اللقاء مع ابو الدهب الى معلومات عن حادث تفجير السفارتين او الاشخاص الذين وردت اسماؤهم في لائحة الاتهام الخاصة بقضية التفجير. وكان ابو الدهب ذكر في التحقيقات مع السلطات المصرية ان ابو السعود كان جال بين دول افريقية لوضع خطط لتنفيذ عمليات ضد اهداف اميركية فيها، وانه قدم تقريراً الى ابن لادن بعد الجولة تم على اساسه ارسال اشخاص الى المنطقة لتحديد الاهداف التي يمكن مهاجمتها.