} قرر مجلس الوزراء اللبناني تشكيل هيئة لتلقي المراجعات في شأن قضية المفقودين والمخطوفين خلال الحرب اللبنانية تُحدد آلية عملها ومهامها لاحقاً، بعدما استمع الى توصيات في هذا الشأن أصدرها مجلس الدفاع الأعلى الذي اجتمع أمس للمرة الأولى منذ سبع سنوات، وبحث في هذا الموضوع وفي الوضع الأمني الداخلي وشدد على رفض توطين الفلسطينيين في لبنان. وفي حين اعتبر مجلس الدفاع ان ملف الموقوفين في سورية أقفل نهائياً، لم يشر مجلس الوزراء الى هذه القضية. عقد مجلس الوزراء جلسة أسبوعية برئاسة رئيس الجمهورية اميل لحود وحضور رئيس الحكومة رفيق الحريري والوزراء. وفي المعلومات الرسمية التي اذاعها وزير الاعلام غازي العريضي ان لحود استهل الجلسة بالاشارة الى تزامن الأعياد المسيحية والاسلامية هذه السنة "فيتوحد اللبنانيون بفرحة الأعياد كما توحدوا في وقفة وطنية رائدة اسهمت في استعادة لبنان أرضه في الجنوب والبقاع الغربي". وأضاف: "ان هذه الوحدة تبدو اليوم أكثر من أي وقت مضى ضرورية وأساسية في مواجهة المحاولات المستمرة للنيل من الموقف اللبناني الثابت لدفعه الى القبول بما رفضه، وسيظل يرفضه من صيغ مبنية على صفقات تكمّل خيار التفرد الذي اضعف الموقف العربي ولم يحقق للذين سلكوه أي مكسب". وأكد أن "لبنان يشعر، في أهمية تلاقي الأعياد، انه يشكل من خلال تعايش ابنائه المؤمنين بالأديان السماوية على اختلافها، نموذجاً يحتذى وصيغة فريدة جعلته وطن التلاقي والرسالة". ثم اطلع المجلس على المناقشات التي دارت في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي عقد صباحاً برئاسة لحود، وقال العريضي: "انطلاقاً مما أقر في الجلسة السابقة لجهة التأكيد على تقرير اللجنة التي كلفها مجلس الوزراء السابق بتاريخ 25 تموز يوليو 2000، مهمة الاستقصاء عن كل الموقوفين والمفقودين خلال مآسي الحرب، وتحديد مصيرهم، وحرصاً على وضع الأمور في نصابها الصحيح ومعالجتها بشفافية تامة واحتراماً لمشاعر الناس وللحال الانسانية التي يعيشها أهالي المفقودين والمخطوفين، ومنعاً لأي استغلال سياسي رخيص قرر مجلس الوزراء تشكيل هيئة لتلقي المراجعات، على أن تحدد طريقة تشكيلها ومهامها وآلية عملها لاحقاً". وأقر المجلس بنوداً على جدول أعماله أبرزها: تسديد مستحقات القرض المؤمن من مؤسسة ضمان الصادرات الايطالية، موضوع العقد الموقع ما بين اتحاد بلديات المتن الشمالي الساحلي والأوسط وشركة "دانكو" الايطالية لإنشاء معمل معالجة النفايات في برج حمود، وفقاً للصيغة التي اعتمدت سابقاً، ومشروع اعادة تأهيل خط السكة الحديد بين طرابلس والعبودية امتداداً الى العراق وتركيا وبالاتفاق مع سورية، ومشروع مكافحة جرائم تبييض الأموال واسترد مشروع القانون المحال على المجلس النيابي والمتعلق بإنشاء المدينة الاعلامية الحرة، وكذلك مشروع القانون المحال على المجلس النيابي والمتعلق باعادة تنظيم وزارة الاعلام. وعلمت "الحياة" ان وزير التربية والتعليم العالي عبدالرحيم مراد أثار موضوع تعيين رئيس للجامعة اللبنانية خلفاً للوزير أسعد دياب، مقترحاً اسم الدكتور ابراهيم قبيسي. وقد يحسم الأمر في جلسة مجلس الوزراء المقبلة. وكان المجلس الأعلى للدفاع اجتمع ساعتين ونصف الساعة، برئاسة لحود وحضور الحريري ووزراء الداخلية والدفاع والخارجية والاقتصاد والمال والنائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم وقائد الجيش العماد ميشال سليمان والمدير العام للأمن العام اللواء الركن جميل السيد والمدير العام لجهاز أمن الدولة اللواء الركن ادوار منصور والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء الركن عبدالكريم ابراهيم وقائد الدرك العميد سعيد عيد ومدير المخابرات في الجيش العميد ريمون عازار والمدير العام لمجلس الوزراء القاضي سهيل بوجي والمدير العام لرئاسة الجمهورية العميد المتقاعد سالم أبو ضاهر والأمين العام لمجلس الدفاع اللواء حسين عبدالخالق. وتركز البحث على الوضع العام في الجنوب في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية على كفرشوبا والتهديدات المتكررة. وطرح موضوع التوطين وما يمكن ان يسببه في المفاوضات الثنائية من انعكاسات على الساحة اللبنانية. وعرض الوضع الأمني الداخلي، فأكد المجتمعون ضرورة تعزيز الاجراءات الأمنية وتثبيت الاستقرار خصوصاً في الأعياد لكي تتم في أجواء هادئة. ثم تناولوا موضوع المفقودين الذي طرح من جوانبه كافة، قضائياً وأمنياً وانسانياً، وبحثوا في الامكانات المتوافرة التي تمكن ذوي المفقودين من معالجة وضعهم في شكل نهائي خصوصاً بعدما اقفل ملف الموقوفين في سورية. ودار بحث مستفيض على هذه القضية، وعرض قادة الأجهزة المعلومات المتوافرة لديهم وما توصلت اليه اللجنة في الحكومة السابقة. وتطرق المجتمعون أيضاً الى بعض المواقف التي تصدر من حين الى آخر، والتي أثيرت أخيراً، وهي لا تخدم كثيراً الجو التوافقي الذي يجب ان يسود. وسبقت الاجتماع خلوة بين لحود والحريري.