عرض رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود في قصر بيت الدين مع رئيس الحكومة السابق النائب رفيق الحريري، الوضع الداخلي والعلاقة بين الافرقاء السياسيين والخلافات السياسية المتفاقمة في البلاد. دام اللقاء ساعة ونصف الساعة، وغادر الحريري من دون الادلاء بأي تصريح. وقالت مصادر مطلعة ان نقاشاً صريحاً تمّ بين لحود والحريري عن الوضع السياسي برمته، تناول نقاط الخلاف بينهما إذ عرض كل منهما وجهة نظره. وذكرت مصادر مقربة من الحريري ان البحث لم يتطرق الى موضوع الملفات القضائية المفتوحة، لكن اللقاء تناول ايضاً المقالين اللذين نشرهما الحريري قبل اسبوعين عن الوضع في البلاد. وأوضحت المصادر انهما تناولا التطورات على الصعيد الاقليمي، فأكد لحود ان المرحلة الدقيقة التي تمر فيها المنطقة، خصوصاً لجهة التحضير لاستئناف المفاوضات، تتطلب التكاتف والتضامن بين سائر الافرقاء لمواجهة التحديات المحتملة على لبنان وسورية، وانتهى اللقاء بالتأكيد من طرفيه ان لا خلاف شخصياً بينهما. وأعقب اللقاء غداء بين رئيس جهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية في لبنان اللواء الركن غازي كنعان والحريري، اطلعه خلاله الاخير على ما دار خلال لقائه مع الرئيس لحود، خصوصاً ان القيادة السورية كانت بذلت جهوداً لاستئناف الحوار بينهما. وكانت اوساط الحريري تكتمت على ما دار في لقائه مع لحود وعلى ما نقله في شأنه الى القيادة السورية، في حين قالت مصادر في القصر الجمهوري ان لا شيء نهائياً في شأن ما دار من حوار مع الحريري. وذكرت مصادر نيابية ان اهمية اللقاء في حصوله خصوصاً وانه كان هناك ما يشبه القطيعة بين الجانبين. من جهته، قال رئيس الحكومة سليم الحص في تعليقه على زيارة وزيرة الخارجية الفنلندية تاريا هالونين انه لمس ان "الاتحاد الاوروبي لديه الاستعداد لتأدية دور ما في عملية التسوية ونحن نرحب بذلك". وكان الحص استقبل في السرايا الكبيرة رئيس الصندوق الكويتي للتنمية بدر الحميضي الذي اكد استعداده الكامل لاستكمال مشاريعه في البنى التحتية والمياه في لبنان. وقال "اننا نتوقع في الشهر المقبل التوقيع على اتفاق جديد يتعلق بمشروع طريق أنطلياس - ضبيه وسيقدم الصندوق نحو خمسة ملايين دينار كويتي مع 17 مليون دولار أميركي". وأضاف "تفاوضنا مع الرئيس الحص في كيفية استغلال المبلغ الذي رصده الصندوق للبنان بنحو مئتي مليون دولار الذي اعلن عنه خلال زيارة الرئيس الحص الاخيرة للكويت قبل نحو ثلاثة اشهر". وتابع ان "الحص ركز على مشاريع المياه". وأعلن ان وفداً من مجلس الانماء والاعمار سيزور الكويت الشهر المقبل لعقد المشاريع". وزار الحميضي، يرافقه السفير الكويتي في لبنان محمد سعيد الصلال ووفد الصندوق، الرئيس الحريري في حضور الوزير السابق فؤاد السنيورة. وكان الحص تداول في شؤون مؤسسة قوى الامن الداخلي مع المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عبدالكريم ابراهيم. والتقى رئيس المجلس الوطني للاعلام ناصر قنديل رأى ان "عهد الاستنساب ولّى الى غير رجعة".