في تحد غير مسبوق للسلطة، أطلق مسلحان صباح أمس، النار على نائب رئيس حكومة بلدية العاصمة الروسية يوسف اورجنيكيدزه في شارع يبعد 200 متر عن الكرملين. وقتل سائق السيارة التي كانت تقل المسؤول الذي نقل الى المستشفى في حال خطرة. واتهم محافظ موسكو يوري لوجكوف عصابات المافيا بتدبير الجريمة. وقال ان اجراءات اتخذت لحماية الأعضاء في حكومة العاصمة. وتصدى رجلان يحملان رشاشين من طراز "كلاشنيكوف" جهز كل منهما بكاتم صوت، لسيارة، "نيسان - مكسيما" كان يستقلها أورجنيكيدزه. وأطلق أحدهما النار على السائق فأرداه، فيما أصاب الآخر اورجنيكيدزه. وترك الجانيان، اللذان ذكر شهود انهما كان مقنعين، السلاح في سيارة "لادا" بيضاء قرب موقع الحادث، ولاذا بالفرار. ولفت المراقبون الى ان الحادث وقع أثناء توجه اورجنيكيدزه لحضور اجتماع حكومة العاصمة في مقر المحافظة الذي يبعد 200 متر عن الكرملين. وذكر محافظ العاصمة ان الجانيين أطلقا عشرات من الرصاصات استقر 26 منها في السيارة، بينما أصاب بعضها السائق فقتل، فيما جاهد الاطباء لانقاد حياة اورجنيكيدزه الذي قيل ان حاله "خطرة". ويعد اورجنيكيدزه واحداً من أهم "الركائز المالية" في العاصمة. وهو مسؤول عن الاستثمارات والاتصالات مع الدول الأجنبية ويرعى عدداً من المشاريع التي تقدر قيمتها ببلايين الدولارات. وكلف أخيراً الاشراف على بناء "موسكو سيتي" الذي سيكون أكبر مجمع لعمارات رجال الأعمال والمؤسسات المصرفية في روسيا. والى ذلك فانه مكلف الاشراف على كازينوهات القمار والفنادق والمجمعات السياحية. وأشار لوجكوف الى ان جهات لم يحددها "تألبت ضد اورجنيكيدزه لأنه داس على ذيلها"، أي حرمها حرية الحركة. وأضاف: "ان وراء الجريمة عصابات عرقل المسؤول عملها". واعتبر المحافظ الحادث "فوق العادة". وقال: "إن عدداً من اعضاء الحكومة الآخرين تلقوا تهديدات واتخذت اجراءات لحمايتهم. وأبلغ رئيس الوزراء الروسي ميخائيل كاسيانوف بالحادث فطلب من كبار المسؤولين المشاركة في جهود تهدف الى معرفة الجناة والجهات التي تقف وراءهم. وأظهر الحادث عمق الخلافات بين حكومة العاصمة والسلطة الفيديرالية التي كانت اقصت مدير الشركة في موسكو، وهو من "رجال" لوجكوف، فيما لم توافق سلطات المدينة على تعيين بديل. وذكر الناطق الرسمي باسم محافظ المدينة ان الحادث هو "من ذيول" العلاقات المرتبكة بين موسكو ووزارة الداخلية الفيديرالية. وأضاف ان نسبة الجرائم في المدينة ارتفعت منذ تعيين فيكتور شفيدكين مديراً للشركة بالوكالة من دون موافقة سلطة المدينة. وكان نائب محافظ العاصمة فاليري شانتسيف تعرض الى محاولة اغتيال عام 1996، عندما انفجر لغم تحت سيارته وأصابه بشظايا عديدة وألزمه الفراش لبضعة أشهر، كما نجت من الموت بأعجوبة رئيسة وزيرة هيئة التعليم في موسكو ليوبوف كيزينا التي اطلقت عليها النيران وأصابتها رصاصة في موضع يعلو حاجبها.