"لم تعد هناك ديموقراطية في روسيا" عبارة اطلقها يوري لوجكوف امس خلال حوار مع الصحافيين، وهو يقوم حصيلة التطور السياسي في البلاد منذ تولي الرئيس بوريس يلتسن السلطة قبل ثماني سنوات. وقال محافظ موسكو الرئيس المشارك لكتلة "الوطن كل روسيا" ان المسيرة الديموقراطية التي انطلقت في مطلع التسعينات أدت الى اخفاق فادح، وأشار الى سلسلة متواصلة من حوادث تدخل المؤسسات العليا للسلطة والديوان الرئاسي في الحملة الانتخابية تكنولوجياً واللجوء الى "تكنولوجيات قذرة" ضد كتل وقوائم لا يرضى عنها الكرملين، وممارسة شتى أنواع الضغط على المناوئين له، وفرض رقابة السلطة على وسائل الاعلام. وأضاف ان "حرية التعبير كادت ان تكون مكسبنا الوحيد خلال عقد مما يسمى بالاصلاحات، الا اننا قد خسرنا هذا المكتسب ايضاً". يذكر ان لوجكوف وكتلته أصيبا بضربات مؤلمة أخيراً، اشدها إقالة نيكولاي كوليكوف مدير الداخلية في محافظة موسكو، وتعيين بديل له من دون علم لوجكوف وموافقته، وحملات التفتيش في اجهزة موسكو الأمنية والضرائبية لجمع معلومات تسيء اليه. وفتح التحقيق مجدداً في قضية مقتل بول تيتوم رجل الأعمال الاميركي، وإقحام القضاء الاميركي في الموضوع في محاولة لاتهام محافظ موسكو بالضلوع في الجريمة. واصدرت المحكمة العليا الروسية قرارها بالطعن في تقديم موعد انتخابات محافظ سانت بطرسبورغ ودمجها مع الانتخابات البرلمانية مما اعتبر ضربة قوية موجعة الى فلاديمير ياكوفلين محافظ المدينة الحالي وأحد أركان كتلة بريماكوف - لوجكوف، فيما يسعى للتمديد لنفسه. وبدأ يلاحظ تراجع شعبية الكتلة بتأثير حملات التشنيع الضارية التي تتعرض لها من الشبكات التلفزيونية الخاضعة للكرملين والقوى الموالية له. وفي هجوم مضاد أرسلت كتلة "الوطن كل روسيا" معلومات الى النيابة العامة تثبت اشتراك اشخاص مرتبطين بالديوان الرئاسي في عمليات فساد ودفع رشاوى الى مرشحيها بمبالغ طائلة لحضهم على الانسحاب من المعركة الانتخابية. ودعت الكتلة الى مهرجان خطابي كبير وسط موسكو الثلثاء المقبل احتجاجاً على "الممارسات غير الديموقراطية". واقدمت كتلة "الوطن كل روسيا" على التقارب الواضح مع الحزب الشيوعي وجرت اتصالات بينهما للتنسيق خلال الاسبوع الأخير قبل الانتخابات وملامح التعاون في الفترة بين الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وموقفهما من فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الذي لا يخفي الآن مطامعه في تولي الرئاسة بدعم من الكرملين.