بيروت - "الحياة" - يعقد مجلس الدفاع الأعلى اليوم اجتماعاً برئاسة رئيس الجمهورية اميل لحود وحضور رئيس الحكومة رفيق الحريري لوضع آلية للكشف عن مصير المفقودين والمخطوفين خلال الحرب اللبنانية، على أن يرفعها إلى مجلس الوزراء للبحث فيها وإقرارها. وكانت النيابة العامة التمييزية اطلقت مساء أمس موقوفَين اثنين من الذين تسلمتهم السلطات اللبنانية من سورية الاسبوع الماضي، هما: أحمد ياسين سرحال لبناني وسمير علي ابو الخير فلسطيني. الى ذلك، أمل البطريرك الماروني نصرالله صفير بحل مشكلة ابناء الجنوب الذين لجأوا الى اسرائيل او الذين يحاكمون بتهمة التعامل معها. وقال "ان الدولة هي التي تخلت عن اهل الجنوب اكثر مما هم تركوها"، واصفاً ظروفهم بأنها "كانت صعبة ولا تزال". واكد لوفد من امهات وزوجات لهؤلاء من بلدة القليعة الحدودية، انه سيعاود اثارة قضيتهم. ودعا الأمين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي بعد لقائه صفير القضاء الى "التمييز بين العملاء الذين ارتكبوا الجرائم في ظل الاحتلال وخدموا اسرائيل وينبغي معاقبتهم في شدة، والاهالي الذين اجبروا على التعاطي مع الأمر الواقع نتيجة ظروف الاحتلال وتخلي الدولة عنهم". وقال: "لا يمكن ان يستمر التخلي عن الجنوب بحجة عدم حماية حدود اسرائيل". وسأل عن مصلحة سورية في اخفاء مسجونين لبنانيين، مؤكداً ثقته بالنيات السورية. وقال: "اذا كانت هناك اخطاء، يمكن مراجعتها في شكل سليم ومن دون حملة تجريحية لأن المبادرة الكريمة يجب ان تقابل بالشكر وبمبادرة ايجابية، لا العكس". وأشار الى ان الرئيس السوري بشار الأسد يرتاح الى كلام المصارحة "ربما لأنه سئم المبخّرين"، مشيراً الى انه كان نقل اليه طلب الافراج عن قائد القوات اللبنانية المحظورة سمير جعجع وعودة العماد ميشال عون. وقال: "كان مستمعاً ومرحباً وإيجابياً واعتبر ان هذه الأمور شأن لبناني". وأضاف: "اذا اقدمت السلطة اللبنانية على بحث مثل هذا الاجراء لن تكون لديه معارضة، كما حصل بالنسبة الى عودة الرئيس أمين الجميل". وفي المواقف، استنكر الحزب التقدمي الاشتراكي صدور مواقف تحريضية طائفية تسبب مزيداً من التشنج والاحتقان "وكان على اصحابها الوهميين والواقعيين الابتعاد عنها كلياً، والاعتبار من تجارب الحرب". وكرر الدعوة الى الحوار العميق والشامل والعلني في كل ما يهم المواطن. ودعت هيئة التنسيق المنبثقة من "التيار العوني" و"حزب الاحرار" و"القوات اللبنانية" الى التمييز بين المفقودين خلال الحرب، والمعتقلين في سورية "الذين سبق لأهاليهم ان التقوهم او تبلغوا بوجودهم هناك من رفاق لهم في الأسر، اطلقوا".