} ألمحت باكستان الى احتمال عدم التزامها العقوبات الجديدة التي اقترحت اميركا وروسيا فرضها على "طالبان"، محذرة من كارثة انسانية في افغانستان من جراء هذه الخطوة. وجاء ذلك في وقت استكملت الاممالمتحدة اجلاء موظفيها الاجانب عن الاراضي الواقعة تحت سيطرة الحركة، تحسباً لرد فعل عنيف ازاء العقوبات. ألمح وزير الخارجية الباكستاني عبدالستار إلى احتمال عدم التزام بلاده العقوبات التي اقترحت أميركا وروسيا على مجلس الأمن فرضها على حركة "طالبان". وقال: "التزمنا في السابق قرارات صدرت عن الأممالمتحدة ومجلس الأمن، لكننا سنقوم بفحص هذا القرار ودراسته في ضوء مبادئ الشرعية والقانون الدوليين". وسعت واشنطن الى فرض العقوبات نتيجة رفض "طالبان" تسليم أسامة بن لادن الذي تتهمه بالتورط في هجمات على اهداف اميركية، وأيدتها موسكو مطالبة بإغلاق أكثر من ألف معسكر تدريب لشيشانيين واسلاميين من آسيا الوسطى. ويبدأ تطبيق العقوبات بعد ثلاثين يوماً من التصويت عليها. وحذر وزير الخارجية الباكستاني من كارثة إنسانية تهدد الشعب الأفغاني في ظل تشديد العقوبات لتشمل حظر تصدير الأسلحة الى "طالبان" ومنع مسؤولي الحركة من السفر واغلاق بعثاتها الديبلوماسية في الخارج. والمقصود بالبعثات اساساً، تلك الموجودة في باكستان والإمارات اللتين اعترفتا بنظام الحركة. وكانت السعودية أغلقت السفارة الأفغانية في المملكة قبل عامين تقريباً . واتهم وزير الخارجية الباكستانيروسيا من دون أن يسميها بالإسم، بتقديم دعم تسليحي هائل الى زعيم المعارضة أحمد شاه مسعود في حربه ضد "طالبان". ودعا إلى فرض حظر اسلحة على الطرفين الأفغانيين المتحاربين، من أجل مواصلة الجهود السلمية التي تبذلها الأممالمتحدة في أفغانستان . ورأى مراقبون في باكستان أن الوضع سيزداد تدهوراً في افغانستان في ظل العقوبات التي ستؤدي الى تشدد الحركة في مواقفها، خصوصاً انها هددت بمقاطعة كل جهود السلام الدولية في حال فرضت العقوبات عليها. ومعلوم أن "طالبان" تسيطر على أكثر من 15 في المئة من الأراضي الأفغانية. في غضون ذلك، استكملت الأممالمتحدة اجلاء كل موظفيها والعاملين لديها الاجانب عن أفغانستان امس، تحسباً لرد فعل محتمل ازاء تشديد العقوبات. وغادرت طائرة تقل هؤلاء كابول متجهة الى إسلام آباد. وجاء ذلك قبل ساعات من تصويت مجلس الامن مساء امس، على مشروع العقوبات. وافاد شهود ان الوضع في كابول اتسم بالهدوء امس، وان عدداً محدوداً من العاملين الاجانب في وكالات اغاثة دولية منها اللجنة الدولية للصليب الاحمر، واصلوا عملهم المعتاد. ولم يعرف عدد عمال الاغاثة الاجانب الذين ظلوا في افغانستان، علماً ان مصادر غربية في كابول قالت ان معظم وكالات الاغاثة الاجنبية سحبت موظفيها من العاصمة تحسباً لاعمال عنف ضدهم رداً على العقوبات الجديدة. صحافي معتقل من جهة اخرى، حضت جماعة "صحافيون بلا حدود" حركة "طالبان" على اطلاق سراح موظف افغاني في هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي في كابول الذي اقتيد من مكتبه السبت الماضي. وقالت الجماعة التي تتخذ من باريس مقراً لها في بيان انها كتبت خطاب الى وزير الاعلام في طالبان قدرة الله جمال تحتج فيه على اعتقال الصحافي عبدالصبور صالح زاي من مكتبه يوم السبت. وكان الصحافي صالح زاي مسؤولاً في وزارة الخارجية في النظام الشيوعي السابق. واقالته "طالبان" من منصبه في حركة تطهير منذ اعوام، ثم اعتقلته الاسبوع الماضي بعدما وجهت اليه انذارات متكررة بترك العمل في الاذاعة البريطانية. وقالت "طالبان" انها لن تطلق سراحه الا اذا فصلته الهيئة.