توجه الرئيس الاميركي المنتخب جورج بوش الى واشنطن، لبدء سلسلة لقاءات تشمل الرئيس بيل كلينتون ونائبه آل غور وعدد من كبار القادة في الكونغرس من الحزبين، بهدف اعادة اللحمة الى الساحة السياسية بعد الانقسامات الناجمة عن الانتخابات الاميركية. وواصل بوش عملية التعيينات في ادارته والتي شملت كوندوليسا رايس مستشارة لشؤون الامن القومي، ما يجعل ادارته تضم شخصيتان من السود في بداية تشكيلها، وذلك غداة تكليف كولن باول حقيبة الخارجية. أوستن، واشنطن - أ ب، رويترز - غادر الرئيس المنتخب جورج بوش تكساس متوجهاً الى واشنطن امس، في اول زيارة يقوم بها للعاصمة الاميركية منذ بدء المواجهة بينه وبين نائب الرئيس آل غور الذي يلتقيه في محاولة رأب الصدع بين معسكري الفريقين. ويلتقي بوش الرئيس الاميركي بيل كلينتون وكبار الشخصيات من الحزبين في الكونغرس الاميركي. وتستمر الزيارة ثلاثة ايام، ويتوقع ان تتخللها لقاءات مع مرشحين محتملين لمناصب في ادارته. وقبل مغادرته اوستن عاصمة تكساس، كان مقرراً ان يعلن بوش عن سلسلة تعيينات تشمل اختيار كوندوليسا رايس مستشارة لشؤون الامن القومي. وهي خبيرة في شؤون الاتحاد السوفياتي عملت في ادارتي الرئيسين السابقين رونالد ريغان وجورج بوش. كما كان مقرراً ان يعلن بوش اختيار البرتو غونزاليس مستشاراً للبيت الابيض. وهو عضو في المحكمة العليا في تكساس ومن اصول اسبانية. وبات واضحاً ان تعيين رايس السوداء وغونزاليس، غداة اسناد حقيبة الخارجية الى كولن باول، يهدف الى توجيه رسالة ودية الى الناخبين من الاقليات الذين ساندوا غور في حملته ضد بوش. ولم يبق امام بوش سوى 37 يوماً لتعيين ستة آلاف شخص في ادارته واطلاق مشاريعه في المجال الاشتراعي والاعداد للموازنة الفيديرالية للعام 2002. وسيؤدي القسم الدستوري في 20 كانون الثاني يناير المقبل ليصبح فعلياً، الرئيس الثالث والاربعين للولايات المتحدة، خلفاً لبيل كلينتون. وفي غضون ذلك، اظهر استطلاع للرأي نشرته مجلة "نيوزويك" ان الاميركيين ما زالوا منقسمين بشدة حول قرار المحكمة العليا الذي منح بوش الفوز بالرئاسة، كما اعرب حوالى ثلثي من شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم بان السياسة كان لها تاثير على قرار المحكمة. وذكرت المجلة ان 51 في المئة يرون ان قرار المحكمة عدم استئناف عمليات الفرز اليدوي للاصوات المتنازع عليها في فلوريدا، كان قراراً عادلاً في مقابل 41 في المئة يعتقدون العكس. واجري الاستطلاع قبل ان يستغل بوش حفلة ترشيح كولين باول اول من امس، لتحديد مبادئ السياسة الخارجية لادارته الجديدة والتي تعتمد على تشجيع القيم الاميركية. وشدد بوش خلال حفلة ترشيح باول على تعهده بقيام الولاياتالمتحدة بدور عالمي قوي. وقال ان "اميركا تملك قوة فريدة ونفوذاً لا يضاهى وسنستغلهما في خدمة الديموقراطية ونشر السلام في كل انحاء العالم وعبر السنين". وسعى بوش الى تهدئة مخاوف اثارتها كوندوليزا رايس بقولها انه سيتحرك لسحب القوات الاميركية من البلقان وترك الصراعات الاقليمية للقوى الاقليمية. واوضح انه لن تتخذ خطوات متهورة. وشدد مراراً على انه سيعمل على بناء علاقات مع الحلفاء التقليديين مثل اليابان التي يعتقد انها لم تقم بدورها بشكل كاف خلال فترة رئاسة كلينتون التي استمرت ثماني سنوات.