تمر المعركة الرئاسية الأميركية اليوم بأحد أهم محطاتها عندما يمثل ممثلو المرشحين الجمهوري جورج بوش والديموقراطي آل غور أمام المحكمة الأميركية العليا في جلسة استماع تعطي لهذه المحكمة إمكان حسم الجدل حول النتائج المعلنة، خصوصاً في ولاية فلوريدا. راجع ص7 على رغم عدم حسم نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية نهائياً في انتظار أن تبت المحاكم في طعون قدمها المرشح الديموقراطي آل غور استمر الفائز الحالي بوش في أعمال التحضير لتسلم مهماته في الوقت المحدد. ويعمد بوش من خلال تسريب أعوانه معلومات عن اسماء ينوي ضمها إلى حكومته إلى تكريس الأمر الواقع بأنه الرئيس المقبل، ما يزيد من ضغط الرأي العام على غور ليتراجع عن تحديه للنتيجة وإقراره بالهزيمة. ومع تسلم الرئيس الجديد، خصوصاً إذا كان الجمهوري بوش، فإن أكثر من ثلاثة آلاف تعيين سياسي على الإدارة الجديدة ان تجريها. ولكن المرحلة الاولى تبدأ باختيار الرئيس المنتخب أعضاء حكومته. وقد بدأ بوش الاتصال مع عدد من المرشحين لترشيحهم لأعلى المناصب في ادارته، ومن أهمها منصب وزير الخارجية التي بدا انه محسوم للجنرال كولين باول الذي اشرف على تنفيذ حرب تحرير الكويت في عهد الرئيس جورج بوش. أما الاسماء الأخرى المتداولة لشغل مناصب وزارية، فتشير الى اسلوب بوش في الحكم. ويقول القريبون منه إنه لا يحب الخوض في التفاصيل ويفضل توكيل المهمات لأعوانه، لكنه يحتفظ باتخاذ القرار لنفسه في غياب الاجماع. ويستدل من الاسماء المرشحة ان بوش يريد فريق عمل منسجم ك"زملاء في الجامعة". والاسماء المتداولة هي مزيج من أعوان والده ومن الوجوه الجمهورية الجديدة التي تحظى ولاية تكساس بحصة كبيرة منهم. وقد رشح لحقيبة الدفاع بول وولفويتز الذي كان من مساعدي ريتشارد تشيني في وزارة الدفاع وهو حالياً عميد كلية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جون هوبكنز. وبين الاسماء الأخرى المحتملة ريتشارد ارميتاج الذي خدم في البيت الابيض في عهدي بوش وريغان، وستيف هادلي وهو مساعد سابق لتشيني في وزارة الدفاع ويزاول مهنة المحاماة. ولوزارة الخزينة تتداول أسماء الرئيس السابق ل"تشايس منهاتن بنك" وولتر شيبلي، أو رئيس "باين" ويبر دونالد مارون، وكلاهما على علاقة جيدة مع وول ستريت. كذلك لورنس ليندسي الذي سبق ان خدم في ادارة بوش الأب وساعد الابن في حملته الانتخابية كمستشار للشؤون الاقتصادية. ولمنصب وزير العدل يحاول بوش ان يختار بين حاكم أوكلاهوما فرانك كيتنغ وجيمس غيلمور حاكم ولاية فرجينيا وهارييت مايرز التي تزاول المحاماة في ولاية تكساس. ولوزارة الطاقة قد يلجأ بوش الى رئيس حملته الانتخابية الذي يتولى منصب رئيس مجلس الادارة في شركة "توم براون" النفطية. واذا تضاربت المصالح قد يختار بوش بين جيمس لنغدون الذي ساعده في جمع التبرعات خلال الحملة الانتخابية، وتوني غارزا الذي يشرف على ملفات النفط والغاز في تكساس. وقد حسم بوش أمر تعيين مستشار للأمن القومي لمصلحة كونداليزا رايس التي كانت مستشارته للشؤون الخارجية طوال الحملة. وهي عملت في مجلس الامن القومي في عهد الرئيس بوش كمختصة في الشؤون الروسية. ومن التعيينات شبه المؤكدة ايضاً كارين هيوز التي تولت الاتصالات في الحملة الرئاسية. وهي عملت في السابق مذيعة اخبار في دالاس. وهناك أيضاً آري فلياشر الذي يتوقع أن يشغل منصب الناطق باسم البيت الابيض. أما كارل روف المسؤول عن التخطيط في الحملة الانتخابية فقد يتولى ادارة الشؤون السياسية في البيت الابيض. وتبقى موافقة الكونغرس مطلوبة للتعيينات الوزارية. لذلك فإن معرفة خلفية المرشحين ضرورية في ظل الانقسام الحاصل في مجلسي النواب والشيوخ والذي ينبئ بمعركة للموافقة على كل تعيين.