تحكمت الانقسامات العرقية بنتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية البوسنية، لرغبة المسؤولية الدوليين المشرفين على تطبيق اتفاق دايتون للسلام ودعمهم الموصوفين بالاعتدال. وأعلنت بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية التي اشرفت على الانتخابات نتائجها ليلة اول من امس بعد 12 يوماً من اجرائها، وتخللت هذه الفترة مشاكل فنية وكومبيوترية وانقطاع كهرباء وفسرها مراقبون بأنها "مفتعلة للتقليل من هيمنة المتشددين". واحتفظ الرئيس علي عزت بيغوفيتش وحده بمنصبه بين اعضاء هيئة الرئاسة السابقة، وفشل الكرواتي كريشمير رواباك والصربي مومتشيلو كرايشنيك في تجديد عضويتهما، وحل في مقعديهما عن الكروات انتي بيلافيتش المدعوم من الرئيس الكرواتي فرانيو توجمان وعن الصرب جيفكو راديشيتش مرشح الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش. ومن المتوقع ان تشهد اعمال هيئة الرئاسة التي تمثل رئاسة جماعية لجمهورية البوسنة - الهرسك عراقيل في اتخاذ القرار اثر وصية المسؤولين المشرفين على عملية السلام بأن تكون رئاسة الهيئة بالتناوب لفترات متساوية يبدأها راديشيتش ثم ييلافيتش وأخيراً بيغوفيتش. وأدت هذه النتائج الى مخاوف من زيادة تدخل سلطات زغرب وبلغراد في شؤون البوسنة، خصوصاً ان القومي المتطرف نيكولاي بوبلاشين الذي يتزعم الحزب الراديكالي ومركزه في صربيا فاز برئاسة الجمهورية الصربية كيان صرب البوسنة بعدما هزم الرئيسة السابقة بيليانا بلافيتش التي كان المسؤولون الدوليون يعوّلون عليها كثيراً. والمعروف انه لم تجر انتخابات لرئاسة الاتحاد الفيديرالي المسلم - الكرواتي لأن رئيس هذا الكيان يُنتخب من قبل البرلمان المحلي للمسلمين والكروات. وحاولت الولاياتالمتحدة الراعية لعملية السلام البوسنية التقليل من اهمية انتصار التيارات العرقية وقال المبعوث الاميركي الى منطقة البلقان روبرت غيلبارد "ان النتيجة بشكل عام تمثل مظهراً ايجابياً لأنها تشكل نصراً لاتفاق دايتون". وانتقدت الصحف البوسنية الاسلوب الذي اتبعته البعثة الأوروبية في اجراء هذه الانتخابات وقالت صحيفة "اوسلو بوجينيا" الصادرة في ساراييفو امس السبت ان العملية "اتصفت بالتعقيد الى حد عدم معرفة عدد الاصوات غير الصالحة التي لا شك انها اثرت في النتائج".