قررت إدارة مهرجان سينما البلدان العربية المطلّة على البحر الأبيض المتوسط سينما ميد تكريم ذكرى مبدعين عربيين رحلا وهما في أوج إبداعهما السينمائي، فسيحمل برنامج "مدينة القاهرة كما أنارها مخرجوها" إسم المخرج المصري الراحل عاطف الطيب، في حين سيحمل برنامج "تحية للسينماتيك الجزائري" إسم المخرج الجزائري الراحل عبدالكريم مدّور. ويعرض المهرجان فيلميهما "الحب فوق هضبة الهرم" و"جبل بايا". وينطلق المهرجان في 11 الشهر المقبل من مدينة باليرمو الصقليّة ليمر عبر عواصم ومدن أوروبية كبيرة من بينها بولونيا وأدنبره ومدريد ولشبونة ليختتم تجواله في شهر نيسان أبريل المقبل في العاصمة الأردنية. ويعّد هذا المهرجان أضخم تظاهرة سينمائية عربية على الإطلاق وتأتي عروضه كخطوة أولى ضمن سينماميد وهو مشروع ثقافي - سينمائي واسع يستمر ثلاث سنوات أقره الاتحاد الأوروبي في إطار التعاون الثقافي - السينمائي المتوسطي ويضم، بالإضافة إلى مهرجان السينما الذي أشرنا إليه، ورشة عمل لكتابة السيناريو ستقام في بيروت العام المقبل، ومشروعاً لترميم أعمال المخرج العربي الكبير صلاح أبو سيف في العام 2003. ويأتي انطلاق المهرجان من باليرمو عاصمة صقلية كتأكيد على أهمية العلاقات التاريخية المتوسطية والتي تعتبر الجزيرة نموذجاً حياً لها حتى يومنا، هذا وذلك من خلال الحضور العربي والإسلامي الذي شهدته في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين. وسينتقل المهرجان في 24 الشهر نفسه إلى مدينة بولونيا التي تتميز بكونها مسقط رأس أول جامعة أوروبية على الإطلاق وأول مدينة أوروبية حققت أضخم مهرجان للسينما العربية بدءاً من العام 1989. بعد بولونيا سينتقل المهرجان الى أدنبره اسكتلندا من 9 الى 22 شباط فبراير والى مدينة كاتوليكا ايطاليا من 28 شباط الى 6 آذار مارس والى مدينة ليتشي ايطاليا من 9 الى 16 آذار والى مدريد من 21 آذار الى 13 نيسان ابريل، ليختتم جولته في عمان من 18 الى 25 نيسان. وينقسم منهاج المهرجان الى أربعة برامج رئيسية هي: برنامج "بانوراما الأفلام الروائية الطويلة العربية المنتجة بين 1997 و2000"، وبرنامج "بانوراما الأفلام المتوسطة والقصيرة"، وبرنامج "تحية للسينماتيك الجزائري"، وبرنامج "تحية لمدينة القاهرة كما أضاءها مخرجوها".