قال وزير النفط الاماراتي عبيد بن سيف الناصري ان خفض انتاج دول "اوبك" غير مطروح للبحث على جدول اعمال القمة الخليجية نهاية الشهر الجاري في البحرين وان القادة سيتخذون القرار المناسب اذا رأوا ضرورة للتصرف بسرعة واضاف: "ان اسعار النفط لا تزال في حدود النطاق العربي الذي قررته "اوبك" بين 22 و28 دولاراً للبرميل وانه من السابق لاوانه الحديث عن حجم الخفض الانتاجي المطلوب". وتوقع حدوث منعطف كبير على اسعار النفط في الربع الثاني من سنة 2001 اذا بقيت معدلات الانتاج عند مستوياتها الحالية لكنه اكد ان "اوبك" ستتخذ الاجراءات المناسبة لمنع تدهور الاسعار وتكرار ما حصل عام 1998 وبداية 1999. أيد وزير النفط والثروة المعدنية في الامارات التريث في اتخاذ اي قرار خفض انتاج "اوبك" لمقابلة الانخفاض الاخير في اسعار النفط. وقال ل"الحياة" امس "ان انخفاض الاسعار الاسبوع الماضي جاء سريعاً وفي وقت قصير ومن السابق لاوانه الحديث عن خفض انتاجي". واكد ان "آلية الاسعار" التي وضعتها "اوبك" مطلع السنة لا تزال قائمة ومسألة تعديلها امر قائم منذ فترة لأخرى. وقال ان اسعار النفط لا تزال في حدود الآلية والذي حصل في الآونة الاخيرة جاء سريعاً وفي وقت قصير مما اثار الكثير من التساؤلات والقلق. وتوقع الناصري حدوث ضغط كبير على اسعار النفط في الربع الثاني من سنة 2001 خصوصاً اذا استمر الانتاج بالحجم الحالي لكنه شدد على ان "اوبك" ستدرس في كانون الثاني وعند عقد اجتماعها العادي في آذار مارس حجم الانتاج وستتمكن من تجنب حدوث تدهور كبير في اسعار النفط. وقال: "ان ما يهمنا في المرحلة المقبلة ودائماً الحصول على سعر مناسب وعادل للنفط وعدم تكرار ما حدث عام 1998 وبداية 1999. ودعا وزير النفط الاماراتي الدول المنتجة خارج "اوبك" الى التعاون مع المنظمة في حالة اتخاذ قرار خفض الانتاج. وقال: "ان الدول المنتجة في اوبك وخارجها في قارب واحد، ولنا مصلحة واحدة في استقرار الاسعار والحصول على سعر عادل ومناسب للنفط، وبالتالي ان مسألة مشاركة الدول المنتجة من خارج اوبك في حال خفض الانتاج ضرورية، وتعطي مصداقية اكبر للسوق في حالتي خفض الانتاج وزيادته". وكانت دول "اوبك" زادت انتاجها اربع مرات في السنة 2000 بواقع 3.7 مليون برميل يومياً فيما زادت الدول المنتجة الاخرى انتاجها بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً. واعرب عن اعتقاده بأن التعاون في خفض الانتاج مستقبلاً يخدم مصلحة الدول المنتجة بشكل اكبر مما لو اتخذت "اوبك" قراراً منفرداً ويسهم في استقرار السوق بشكل اكبر. وفي رده على سؤال تناول تأثير الانتخابات الاميركية على السوق النفطية والاسعار اعرب الناصري عن اعتقاده بأن تأثير الانتخابات على السوق سيتوقف على نتائج الانتخابات ونظرة الاسواق الاميركية ورجال الاعمال والاستثمار اليها. وقال: "اذا ادت نتائج الانتخابات الى ارتفاع معدل النمو الاقتصادي الاميركي فان ذلك سينعكس ايجاباً على اسعار النفط وان اي تباطؤ في الاقتصاد الاميركي سيكون له تأثير سلبي على الاسعار". وسألت "الحياة" الوزير الاماراتي عن تأثير توقف صادرات النفط العراقية على الاسعار والقرارات التي تتخذها "اوبك" فقال: "ان وقف الصادرات العراقية من النفط موقت ويجب ان لا نستعجل في ردّة الفعل". واضاف: "ليس من صالح العراق والمجتمع الدولي وقف صادرات النفط العراقية وهذه مسألة عارضة وردة الفعل عليها يجب ان لا تكون متسرعة من جانب اوبك او غيرها". وعن الاستثمارات الاجنبية في الصناعة النفطية الاماراتية اكد الناصري ان دولة الامارات تملك كل المقومات لاجتذاب الاستثمارات الى القطاع النفطي وقال: "ان ابوظبي بالمقابل توظف استثمارات مهمة بدورها في قطاع الصناعة النفطية الدولية ولديها استثمارات ناجحة من خلال شركة الاستثمارات البترولية الدولية آيبيك".