أكد وزير النفط والثروة المعدنية في دولة الامارات الرئيس الحالي لمنظمة "أوبك" عبيد بن سيف الناصري، عدم "رضاه" عن المستوى الحالي لأسعار النفط، واعتقاده بأن الأسعار ما زالت منخفضة على رغم تحسنها النسبي بعد اجتماع "أوبك" الأخير في آذار مارس الماضي في فيينا لافتاً أن المنظمة ربما خفضت انتاجها مجدداً "إذا رأت ذلك ضرورياً" لدعم الأسعار. وقال الناصري في تصريحات صحافية على هامش ندوة "أسواق النفط واقتصادات الدول الخليجية" التي عقدت في أبو ظبي أمس ان استمرار الأسعار عند معدلها الحالي ربما يستدعي اجراء مزيد من الخفض في انتاج "أوبك". وستعقد منظمة "أوبك" اجتماعها العادي نصف السنوي في 24 حزيران يونيو المقبل في فيينا للبحث في تطورات السوق النفطية منذ اجتماعها في آذار الماضي. وأضاف رئيس "أوبك" ان أي قرار باجراء مزيد من الخفض في الانتاج يجب أن يكون باجماع دول المنظمة وبالتنسيق مع المنتجين الآخرين من خارجها. وأكد الوزير الناصري أن دولة الامارات ستكون ملتزمة بأي قرار تتخذه "أوبك" في اجتماعها المقبل لجهة خفض الانتاج لدعم أسعار النفط. وتقول مصادر نفطية ان مشاورات تجرى بين وزراء في "أوبك" استعداداً لمؤتمرفيينا المقبل خصوصاً وأن خفض دول "أوبك" ومجموعة منتجين آخرين الانتاج بمعدل 1.750 مليون برميل يومياً لم يوفر الدعم الكافي لأسعار النفط التي تدور حالياً عند مستوى 14 دولاراً للبرميل نتيجة وجود زيادة كبيرة في العرض. ولفت وزير النفط الاماراتي الى أن حجم الخفض الجديد في انتاج "أوبك" والدول الأخرى يحدده مستوى السعر في السوق، وقال "إذا رأينا أن هناك زيادة في العرض فلا بد من اتخاذ اجراءات للوصول الى سعر مناسب، من بينها خفض الانتاج". وأكد ان خفض الانتاج وان كان "وارداً" لكنه لا بد أن يخضع لكثير من المشاورات وموافقة مجموع الدول الأعضاء وبالتنسيق مع الدول المنتجة من خارج المنظمة لتحسين الأسعار واعطاء فعالية أكبر لأي قرار تتخذه "أوبك". وحول سؤال عن عدم فعالية منظمة "أوبك" والمناداة باعلان وفاتها أكد الناصري أن المنظمة ما زالت فعالة للأسباب التي كانت وراء تأسيسها. وقال ان "أوبك" وجدت لتحقيق التنسيق بين الدول الأعضاء وايجاد قاعدة للتفاهم والتعاون فيما بينها وما زالت تشكل ثقلاً مهماً وركيزة أساسية لاستقرار الأسواق النفطية والصناعية البترولية. وأكد وزير النفط الاماراتي ان الحديث عن استبدال "أوبك" بمنظمة أخرى "غير وارد في الوقت الحاضر على الأقل"، وقال ان المنظمة قامت بدورها في الأزمة الأخيرة وأمكنها تحقيق نوع من الاستقرار في السوق النفطية والتحسن في أسعار النفط. وأنشأت منظمة "أوبك" في أيلول سبتمبر من عام 1960 للدفاع عن مصالح منتجي النفط وتحقيق توازن في أسواق النفط العالمية. ودافع رئيس "أوبك" عن القرارات التي تتخذها المنظمة لدعم أسعار النفط، وقال "اعتقد أنه من حق الدول أن تتخذ الوسائل والاجراءات للحصول على سعر مناسب". وأضاف ان عدم تمكن "أوبك" من الوصول الى السعر المطلوب وحدوث تذبذب في أسعار النفط يعود الى أن أي منظمة لا يمكنها التحكم في الأسعار لوجود أكثر من 60 دولة منتجة في العالم. وأكد رئيس "أوبك" ان المطالبة بأن تكون قرارات المنظمة قاطعة وأن تنفذ 100 في المئة غير وارد بحكم طبيعة السوق التي تضم منتجين ومضاربين وعوامل كثيرة تساهم في تحديد الأسعار. وقال الناصري ان كل ما تستطيع "أوبك" القيام به هو قيادة السوق نحو أسعار عادلة، ومحاولة ايجاد نوع من التوازن في أسواق النفط. وأكد ان أوبك في ضوء المعطيات الحالية والانفتاح العالمي ما زالت فاعلة في السوق وتقوم بدورها في شكل صحيح. ومن جهة أخرى قال الناصري ان الدول الخليجية ستعمل لتكييف أوضاعها المالية مع أزمة أسعار النفط المتدنية وضغط انفاقها الحكومي واستخدام مواردها بشكل أكثر كفاءة.