دافع وزير النفط والثروة المعدنية الاماراتي رئيس الدورة الحالية لمنظمة "أوبك" عبيد بن سعيد الناصري عن القرار الذي اتخذته المنظمة في نهاية اذار مارس الماضي بخفض انتاجها لدعم اسعار النفط الخام بالتعاون مع منتجين آخرين من خارج المنظمة. وقال الوزير في أول رد فعل على مطالبة وزير الطاقة الاميركي منظمة "أوبك" بعدم خفض انتاجها لدعم الاسعار وترك هذا الأمر للسوق النفطية "إننا كشعوب منتجة للنفط من حقنا ان نحمي مصالحنا ونتخذ الاجراءات التي تحمي هذه المصالح سواء بالتخفيض أو الزيادة". وأضاف الناصري في حديث لپ"الحياة" ان هذا "حق مشروع" للدول في حماية مصالحها. وأكد رئيس الدورة الحالية لمنظمة "أوبك" استعداد المنظمة لخفض انتاجها من النفط بالتعاون مع الدول المنتجة الأخرى من خارج "أوبك" "اذا استدعى الأمر ذلك". وقال ان خفض الانتاج يعتمد على تطورات اسعار البترول، مشيراً الى ان منتجي النفط يجب ان يسعوا الى حماية اسعار النفط من التدهور. ومؤكداً انه في حال استدعى الأمر اتخاذ قرارات من هذا النوع، فإنها ستكون بالتنسيق بين الدول الاعضاء في "أوبك" وخارجها. واعرب الناصري عن اعتقاده بأن الأرقام المتداولة في شأن انتاج دول "أوبك" في نيسان ابريل الماضي تظهر وجود التزام أفضل بمعدلات الانتاج والتخفيضات التي التزمت بها الدول الاعضاء بموجب الاتفاق الأخير في فيينا. وقال: "نأمل ان يستمر هذا الالتزام من قبل الدول الاعضاء وغير الاعضاء في "أوبك". وقد اتفقت "أوبك" في اجتماعها غير العادي في نهاية آذار على خفض انتاجها بمقدار 1.245 مليون برميل يومياً، وساندتها دول من خارج "أوبك" بخفض انتاجها بمعدل 500 ألف برميل يومياً ليصل مجموع التخفيض الى نحو 1.750 مليون برميل يومياً. ويؤكد رئيس "أوبك" انه في حال الالتزام الدقيق من الدول الاعضاء وغيرها من المنتجين بالقرارات الأخيرة التي اتخذتها، فإن الاسعار ستشهد مزيداً من التحسن في المستقبل. وتوقع ان تشهد اسعار النفط الخام تحسناً ملحوظاً في النصف الثاني من السنة مع ارتفاع الطلب العالمي على النفط. ولفت الناصري الى ان اسعار النفط لا تزال متدنية الآن ولا تمثل قيمة عادلة لسعر البترول. وقال ان السعر العادل هو 20 دولاراً للبرميل. واكد وزير النفط الاماراتي التزام الامارات بخفض انتاجها من النفط الخام في اطار اتفاق "أوبك" الأخير 125 ألف برميل يومياً. وقال ان الامارات ملتزمة بالقرارات التي تتخذها "أوبك" وانه "في حال استدعى الأمر اتخاذ قرارات مماثلة وبالتنسيق مع الدول المصدرة الاخرى للنفط، فإن الامارات لن تتردد في دعم المنظمة ودعم اسعار النفط". وذكر رئيس "أوبك" ان انعقاد مؤتمر الطاقة العربي السادس مطلع الاسبوع المقبل في دمشق سيكون فرصة مناسبة للتشاور والتنسيق مع وزراء النفط في الدول الاعضاء في منظمة "أوبك" والدول الأخرى غير الاعضاء في شأن تطورات الأوضاع في السوق البترولية. ولم يستبعد الوزير الاماراتي عقد اجتماع تنسيقي بين الدول العربية الاعضاء في "أوبك" على هامش المؤتمر في دمشق وغير الاعضاء "لأن البترول يهم الجميع". وأضاف ان مؤتمر الطاقة العربي السادس "مفيد وتوقيته سليم" لأنه يأتي قبل المؤتمر العادي لمنظمة "أوبك" في 24 حزيران يونيو في فيينا. وحول رؤيته لتطوير مؤتمر الطاقة العربي بعد مرور 20 عاماً على انشائه، قال الوزير الاماراتي "ألاحظ ان مواضيع المؤتمر تنصب في دراسات في مجال الطاقة، واعتقد ان تفعيله يأتي عن طريق زيادة التنسيق في السياسات البترولية بين الدول العربية، والنظر في اقامة مشاريع مشتركة، وهي للأسف جمدت في الثمانينات والتسعينات". واعرب عن اعتقاده بأن تفعيل مؤتمر الطاقة العربي يتطلب اساساً تنسيق السياسات البترولية وزيادة التعاون في مشاريع مشتركة، مؤكداً ان ايجاد مصالح مشتركة بين الدول العربية يزيد من الترابط والتعاون في ما بينها.