أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس بعد ظهر أمس جولتين من المحادثات، إحداها مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط دنيس روس عرضت إلى آخر المساعي التي يمكن أن تبذلها الإدارة الأميركية الحالية لتسهيل العودة إلى المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، والثانية مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي يزور المغرب بهدف تأمين الدعم المالي للشعب الفلسطيني، إضافة إلى البحث في تحريك لجنة القدس وتقويم نتائج اتصالات جرت في هذا السياق بين الرباط وعواصم أوروبية. وصرح الرئيس عرفات لدى وصوله إلى المغرب أنه يأمل في أن تعاود الإدارة الأميركية جهودها خلال الأيام المتبقية من ولاية الرئيس الأميركي بيل كلينتون للدفع في اتجاه احلال السلام العادل. لكن مصادر فلسطينية استبعدت حدوث مفاجأة في اللحظة الأخيرة، وأوضحت ل"الحياة" أن الشعب الفلسطيني يواجه مخاطر حقيقية، في ضوء استمرار الحصار المضروب عليه وفقدان 360 ألف أسرة أعمالها نتيجة سياسة العقاب الجماعي التي تنفذها إسرائيل. وأضافت ان الفلسطينيين في أمس الحاجة إلى تأمين 250 مليون دولار لمواجهة الأوضاع الخطرة، بما في ذلك وجود مئة ألف عامل في حال بطالة بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل. وقالت إن الفلسطينيين يتوقعون من رجال الأعمال العرب في مؤتمرهم في المغرب دعم صمود الشعب الفلسطيني، على هامش انعقاد اللجنة العربية لدعم العمال الفلسطينيين. إلى ذلك، اجتمع الرئيس ياسر عرفات مع المبعوث الأميركي دنيس روس للبحث في تطورات الأوضاع المأسوية في الأراضي المحتلة وتداعيات الانتخابات الإسرائيلية وحال انتظار نتيجة انتخابات الرئاسية الأميركية على مساعي العودة إلى المفاوضات. لكن مصادر فلسطينية أكدت أن الأهم في المنظور الفلسطيني هو الحفاظ على قنوات الاتصال مع الإدارة الأميركية، خصوصاً في فترة نهاية الولاية الرئاسية، كونها قد تدفع في اتجاه اتخاذ قرارات متطرفة. في غضون ذلك، رفضت مصادر مغربية تأكيد أو نفي أنباء متداولة عن لقاء بين مسؤول مغربي ووزير الخارجية الإسرائيلي شلومو بن عامي، لكنها أوضحت ان "لا شيء يحول دون بذل أي جهود، وفي أي اتجاه، لوقف المجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني". وجاءت زيارة المبعوث الأميركي إلى المغرب غداة زيارة قام بها مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا ادوارد ووكر الذي اجتمع مع العاهل المغربي الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس. وعرض الجانبان إلى سبل ايقاف العنف والعودة إلى المفاوضات. ومن جهته، أكد رئيس الوزراء المغربي عبدالرحمن اليوسفي أن مبادرة الأممية الاشتراكية لدعوة الفلسطينيين والإسرائيليين للاجتماع بحثاً عن إمكان احلال السلام، في وسعها أن تستوعب خلافات الطرفين لمعاودة بناء الثقة. ويشارك المغرب في الأممية الاشتراكية عبر حزب الاتحاد الاشتراكي الذي يتزعمه اليوسفي، إلى جانب حزب العمل الإسرائيلي وفعليات اشتراكية أجنبية. وكان المبعوث الاميركي صرح في ختام اجتماعه الى العاهل المغربي ان محادثاته والرئيس عرفات ستركز على البحث في سبل ايقاف العنف ومعاواة بناء الثقة بين الفلسطينيين والاسرائيليين واستئناف المفاوضات. وقال: "لا يعقل عدم فعل أي شيء والوضع مشتعل في المنطقة". ووصف زيارته الى الرباط بأنها تندرج في نطاق جهود تبذل على مستويات عدة لانقاذ عملية السلام في الشرق الأوسط. ومن جهته، رأى عرفات ان السلام سيكون مفيداً ليس للفلسطينيين والاسرائيليين وحدهم، وانما لكل دول المنطقة، وأعرب عن أمله في ان تتابع الادارة الاميركية جهودها لاحلال السلام، قائلاً: "ان الفلسطينيين يجتازون ظروفاً قاسية في ظل استمرار العمليات العسكرية ضد الشعب الفلسطيني الذي يواجهها بصمود وشجاعة نادرين". من جهة اخرى رويترز أجل الفلسطينيون وانصارهم يوم الاثنين تصويتا في مجلس الامن التابع للامم المتحدة حتي نهاية الاسبوع علي الاقل بشان ارسال مراقبين للامم المتحدة للمساعدة في تهدئة العنف في الضفة الغربية وغزة. وقال دبلوماسيون ان ست دول نامية لها مقاعد في مجلس الامن اقتنعت بتأجيل التصويت الذي كانت تريده يوم الاثنين بشان ارسال شرطة ومراقبين عسكريين وذلك بسبب مناورات ديبلوماسية في المنطقة.