التزم البنك الدولي تمويل برامج جديدة لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز في القارة الافريقية ومنطقة الكاريبي، في شكل قروض وخطوط ائتمان تصل قيمتها الى نحو 600 مليون دولار. وكشف عن مفاوضات مباشرة تجرى بين شركات الأدوية العالمية الخمس الكبرى وبعض الدول الافريقية لخفض كلفة المستحضرات الطبية المستخدمة في علاج "الايدز". وأعلن مسؤولون في البنك الدولي، في مؤتمر صحافي عقدوه في مقره لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة "الايدز" أن البنك رصد 500 مليون دولار من مؤسسة التنمية الدولية التابعة له لتمويل برامج وقاية وعلاج في عدد من الدول الافريقية الأكثر تضرراً، بعدما كان التزم تمويل برامج مماثلة في دول الكاريبي بما بين 85 مليون دولار و100 مليون. وذكرت المسؤولة عن تنسيق جهود مكافحة "الإيدز" في المؤسسة الدولية ديبرويرك زودي ان البرامج الافريقية والكاريبية رفعت اجمالي القروض التي منحها البنك أو التزم تقديمها لهذا الغرض، الى 6.1 بليون دولار، مشيرة الى ان البنك اسهم سابقاً في تمويل 99 برنامجاً في 56 بلداً بمبلغ يناهز بليون دولار منذ منتصف الثمانينات. وتحدثت زودي عن نجاحات محدودة أمكن تحقيقها في الحملات الوطنية لمكافحة "الايدز" مثل السنغال وتايلاند وأوكرانيا، لكنها ألمحت الى استمرار تفشي الوباء بمعدلات خطيرة، مشيرة الى ان العام الجاري شهد وقوع 3.5 مليون حال عدوى جديدة، وارتفاع عدد المصابين وحاملي الفيروس الى 1.36 مليون شخص، علاوة على حدوث ثلاثة ملايين وفاة رفعت عدد ضحايا هذا المرض الى 22 مليوناً غالبيتهم من البالغين بين 15 سنة و49. وقالت مسؤولة البنك الدولي ان الدول الافريقية الواقعة جنوب الصحراء لا تزال الأكثر تضرراً من وباء "الايدز"، اذ انها تضم فقط زهاء 70 في المئة من اجمالي الاصابات في العالم 3.25 مليوناً بل وسجلت في العام الجاري 8.3 مليون عدوى و4.2 مليون وفاة. وأكدت في هذا المجال احتمال رفع قروض البرامج الافريقية الى 515 مليون دولار وربما أكثر، لكنها اعترفت بأن اعتماد قروض اضافية يتوقف على اقتناع البنك بجدوى البرامج وجديتها. وكشفت زودي عن تحقيق تقدم في المفاوضات الجارية بين شركات صناعات الدواء وبعض الدول الافريقية وأبرزت خصوصاً اتفاقاً تم التوصل اليه مع السنغال، وأسفر عن خفض كلفة الدواء للمصابين بمرض نقص المناعة الى نحو دولار واحد في اليوم. وذكرت ان عشر دول افريقية اخرى أعربت عن رغبتها في المشاركة في المفاوضات. وكانت الدول الافريقية المتضررة من وباء "الايدز" رفضت أخيراً عروضاً من شركات الدواء الخمس الكبرى لتزويدها عقارات "الايدز" بكلفة ذكر أنها تفاوتت بين 900 دولار سنوياً لكل مريض، وألف دولار. ونشر برنامج الأممالمتحدة لمكافحة "الايدز" يونيدز أرقاماً جديدة أظهرت ارتفاع نصيب الدول النامية من كارثة الايدز الى زهاء 90 في المئة. وعلاوة على الدول الافريقية الواقعة جنوب الصحراء، سجلت اعداد كبيرة من حالات العدوى في منطقتي جنوب آسيا وجنوب شرقيها ومنطقة الكاريبي وأميركا الجنوبية، في حين تزايد انتشار المرض بما يشبه الانفجار في روسيا وبعض دول أوروبا الشرقية. وتشمل الشرق الأوسط وشمال افريقيا غالبية الدول العربية فضلاً عن ايران وباكستان واسرائيل التي تظهر أعلى معدلات انتشار "الايدز".