اختتم وفد اريتري مهمة في الخرطوم امس هدفت الى الحصول على موافقة الحكومة السودانية على اقتراحات وافكار طرحتها اسمرا لتحقيق مصالحة بين الحكم في السودان والتجمع الوطني الديموقراطي المعارض، وتصفية الملفات العالقة من لقاءات مكثفة تكتم الجانبان على نتائجها. وحرص الجانبان السوداني والاريتري الذي ضم الامين العام للجبهة الشعبية للعدالة والديموقراطية الحاكمة الامين محمد سعيد ووزير الخارجية علي سيد عبدالله ومسؤولين في اجهزة الامن ووزارة الخارجية على عدم الافصاح عن تفاصيل نتائج محادثاتهما التي استمرت اربعة ايام، وعلى تأكيدهما تحقيق نجاحات على صعيد قضيتي الوفاق في السودان واكمال التطبيع بين البلدين. واكد الطرفان ان الاقتراحات الاريترية ليست مبادرة وانما "استكمال للحوار الذي بدأ بين الرئيس عمر البشير وزعيم التجمع" المعارض محمد عثمان الميرغني في اسمرا في ايلول سبتمبر الماضي. وعلم ان الوفد الاريتري ابدى اهتماماً بحدوث تقدم في ملف العلاقات الثنائية الذي يمثل احد هموم اسمرا الرئيسية في ظل جهود اريتريا لاعادة ترتيب اوضاعها وضمان حاجاتها الاقتصادية الملحة من السودان وعبره. لكن الامين العام للحزب الحاكم في اريتريا الامين محمد سعيد ابلغ معارضين في الخرطوم ان بلاده لن تبرم اي اتفاق على حساب المعارضة السودانية. واكد ان اريتريا جادة في السعي من اجل المساهمة في معالجة الصراع بين القوى السياسية السودانية بطريقة موضوعية. وبرر اغلاق اذاعة المعارضة في اسمرا بأنه هدف الى تهيئة المناخ للحوار بين الطرفين. واعلن وزير الاعلام السوداني غازي صلاح الدين في بيان ان الحكومة وافقت على اقتراحات الوفد الاريتري في شأن قضيتي الوفاق والسلام في البلاد، وقال ان الجانبين اكدا استراتيجية علاقات البلدين واهمية تطورها. ولم يحدد صلاح الدين مضمون الاقتراحات الاريترية التي وافقت عليها حكومته. وكانت معلومات افادت ان الوفد الاريتري دعا الى تشكيل حكومة انتقالية برئاسة البشير، على ان يتولى زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" رئاسة الوزراء، والغاء الدستور الحالي واستبداله بآخر تشارك في اقراره القوى السياسية، والاستفتاء على تقرير المصير في الجنوب، لكن الجانبين لم يؤكدا هذه المعلومات او ينفياها. الى ذلك، اعلن القائم بالاعمال الاثيوبي لدى الخرطوم عبده لقيس بشرى في تصريحات نقلتها "وكالة الانباء السودانية" الرسمية ان صادرات النفط السوداني الى بلاده ستبدأ خلال الايام المقبلة عن طريق ناقلات برية على ان تتم العملية مستقبلاً عبر الانابيب وفقاً للاتفاق بين البلدين.